السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (55)

{ ليكفروا بما آتيناهم } أي : من النعم . تنبيه : في هذه اللام وجهان : الأوّل : أنها لام كي ، فيكون المعنى على هذا أنهم إنما أشركوا بالله ليجحدوا نعمه عليهم في كشف الضر . الثاني : أنها لام العاقبة ، كما في قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزناً } [ القصص ، 8 ] والمعنى : عاقبة أمرهم هو كفرهم بما آتيناهم من النعماء ، وكشفنا عنهم الضر والبلاء .

ثم إنه تعالى توعدهم بعد ذلك بقوله تعالى : { فتمتعوا } أي : باجتماعكم على عبادة الأصنام ، وهذا لفظه أمر ، والمراد منه التهديد ، كقوله تعالى : { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا } [ الإسراء ، 107 ] . وقوله تعالى : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [ الكهف ، 29 ] . { فسوف تعلمون } عاقبة أمركم ، وما ينزل بكم من العذاب .