الآية 55 : وقوله تعالى : { ليكفروا بما آتيناهم } هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يجعلوا ما آتاهم الله ، وأنعم عليهم ، سبب كفرهم بالله .
الثاني : يكفرون بنعمة الله تعالى بعبادتهم الأصنام وصرفهم الشكر عنه .
ويشبه أن يكون إخباره عن سفههم من وجه آخر ؛ هو أنهم لا يروا في البشر أحدا يطاع ويخضع إليه {[10207]} إلا أحد الرجلين : دفع البلاء عنه أو جار نفعا {[10208]} إليه . فالأصنام التي عبدوها ليس منها دفع بلاء ولا جر منفعة . فلماذا يعبدون ؟ وقال أبو بكر : { ليكفروا بما آتيناهم } أي بالقرآن .
وقوله تعالى : { فتمتعوا فسوف تعلموا } هذا وعيد من الله . ثم يقول : { فسوف تعلمون } ما ينزل بكم بكفران{[10209]} نعمه ، وصرف الشكر عنه ، أنه مهلككم ومنزل بكم العذاب .
وفي قوله : { وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون } أي : تتضرعون ، موعظة للمؤمنين أيضا ؛ لأنهم يجعلون تضرعهم {[10210]} إلى الله إذا أصابهم الضر والبلاء ، وإذا انكشف ذلك عنهم تركوا ذلك التضرع ، أي تعلمون أن ما { بكم من نعمة فمن الله } ، فكيف تصرفون شكرها إلى غيره في الحال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.