إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (55)

{ لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتيناهم } من نعمة الكشف عنهم ، كأنهم جعلوا غرضَهم في الشرك كُفرانَ النعمة ، وإنكارَ كونها من الله عز وجل . { فَتَمَتَّعُواْ } : أمرُ تهديد ، والالتفاتُ إلى الخطاب للإيذان بتناهي السَّخَط ، وقرئ بالياء مبنياً للمفعول عطفاً على ليكفروا ، على أن يكون كفرانُ النعمة والتمتعُ غرضاً لهم من الإشراك ، ويجوز أن يكون اللامُ لامَ الأمرِ الواردِ للتهديد . { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } عاقبةَ أمرِكم ، وما ينزل بكم من العذاب ، وفيه وعيدٌ أكيدٌ ، منبئ عن أخذٍ شديد ، حيث لم يُذكر المفعولُ إشعاراً بأنه مما لا يوصف .