غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (55)

43

{ ليكفروا } ، كأنهم جعلوا غرضهم في الشرك كفران النعمة ، ويجوز أن تكون لام العاقبة ، يعني عاقبة تلك التضرعات ما كانت إلا هذا الكفران . والمراد بقوله : { بما آتيناهم } كشف الضر وإزالة المكروه ، أو القرآن والشرائع ، أو جميع النعم الظاهرة والباطنة التي أنعم الله بها على الإنسان . ثم قال على سبيل التهديد وبطريقة الالتفات نظراً إلى أوّل الكلام : { فتمتعوا فسوف تعلمون } عاقبة كفركم ، ومثله في " الروم " كما سيجيء ، وأما في " العنكبوت " فإنه قال : { ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا } [ الآية : 66 ] بالعطف على القياس .

/خ60