المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا} (89)

89- لقد عميت بصائرهم حين يعتبرون هذا العجل إلهاً ! أفلا يرون أنه لا يرد علي أقوالهم ، ولا يستطيع أن يدفع عنهم ضراً ، ولا أن يجلب لهم نفعاً ! ؟

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا} (89)

قال الله تعالى ردًّا عليهم ، وتقريعًا لهم ، وبيانًا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا إليه : { أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا } أي : العجل { أَفَلا يَرَوْنَ } أنه لا يجيبهم إذا سألوه ، ولا إذا خاطبوه ، { وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا } أي : في دنياهم ولا في أخراهم .

قال ابن عباس رضي الله عنه{[19474]} لا والله ما كان خواره إلا أن يدخل الريح في دبره فيخرج فيه ، فيسمع له صوت .

وقد تقدم في متون الحديث{[19475]} عن الحسن البصري : أن هذا العجل اسمه بهموت .

وحاصل ما اعتذر به هؤلاء الجهلة أنهم تورعوا عن زينة القبط ، فألقوها عنهم ، وعبدوا العجل . فتورعوا عن الحقير وفعلوا الأمر الكبير ، كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن عمر : أنه سأله رجل من أهل العراق عن دم البعوض إذا أصاب الثوب - يعني : هل يصلي فيه أم لا ؟ - فقال ابن عمر ، رضي الله عنه :{[19476]} انظروا إلى أهل العراق ، قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني : الحسين - وهم يسألون عن دم البعوض ؟{[19477]} .


[19474]:في ف، أ: "عنهما".
[19475]:في ف، أ: "حديث الفتون".
[19476]:في ف، أ: "عنهما".
[19477]:صحيح البخاري برقم (5994).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا} (89)

{ أفلا يرون } أفلا يعلمون . { ألا يرجع إليهم قولا } أنه لا يرجع إليهم . كلاما ولا يرد عليهم جوابا وقرئ يرجع بالنصب وفيه ضعف لأن أن الناصبة لا تقع بعد أفعال اليقين { ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا } ولا يقدر على إنفاعهم وإضرارهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا} (89)

ثم قرن تعالى مواضع خطأهم بقوله تعالى : { أفلا يرون } المعنى أفلم يتبين هؤلاء الذين ضلوا أن هذا العجل إنما هو جماد لا يتكلم ولا يرجع قولاً ولا يضر ولا ينفع ، وهذه خلال لا يخفى معها الحدوث والعجز لا أن هذه الخلال لو حصلت له أوجبت كونه إلهاً وقرأت فرقة «أن لا يرجعُ » برفع العين ، «وأن » على هذه القراءة المخففة من الثقيلة والتقدير أنه لا يرجع ، وقرأت فرقة «أن لا يرجع »{[8148]} «وأن » على هذه القراءة هي الناصبة .


[8148]:أي: بالنصب، والرؤية في قراءة النصب بصرية، أما على قراءة الرفع فهي بمعنى العلم والظن.