فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا} (89)

{ أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ( 89 ) ولقد قال لهم هرون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( 90 ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( 91 ) قال يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( 92 ) ألا تتبعني أفعصيت أمري ( 93 ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( 94 ) قال فما خطبك يا سامري ( 95 ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( 96 ) } .

{ أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا } الاستفهام للتوبيخ والتقريع ، أي أفلا يعتبرون ويتفكرون في هذا العجل لا يرد عليهم جوابا ، ولا يكلمهم إذا كلموه ؛ فكيف يتهمون أنه إلهه وهو عاجز عن المكالمة ، و { أن } مخففة ويرجع بالرفع في قراءة العامة ، وقرئ بالنصب وفيه ضعف ، والرؤية على الأول علمية ، وعلى الثاني بصرية .

{ ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا } أي لا يقدر على أن يدفع عنهم ضرا ، ولا أن يجلب إليهم نفعا .