الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا} (89)

قوله : { أَلاَّ يَرْجِعُ } : العامَّةُ على " يرجعُ " لأنها المخففةُ من الثقيلة . ويدلُّ على ذلك وقوعُ أصلِها وهو المشدَّدةُ في قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ }

[ الأعراف : 148 ] .

وقرأ أبو حيوةَ والشافعيُّ وأبانُ بنصبه . جعلوها الناصبةَ . والرؤيةُ على الأولى يقينيةُ ، وعلى الثانية بَصَريةٌ . وقد تقدَّم تحقيقُ هذين القولين في سورة المائدة .

والسامريُّ : منسوبٌ لقبيلةٍ يُقال لها : سامرة .

وقرأ الأعمشُ " فنسْي " بسكون السين وهي لغةٌ فصيحةٌ . والضميرُ في " نسي " يجوز أن يعود على السامِرِيِّ ، وعلى هذا فهو مِنْ كلامِ اللهِ تعالى ، ويجوز أن يعودَ على موسى صلَّى الله عليه وسلَّم . وعلى هذا فهو من كلامِ السامريِّ أي : نَسِي إلهَه . والقولان منقولان لأهل التفسير .