المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِيَ بَيۡضَآءُ لِلنَّـٰظِرِينَ} (108)

108- وأخرج يده من جيبه ، فإذا هي ناصعة البياض تتلألأ للناظرين .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِيَ بَيۡضَآءُ لِلنَّـٰظِرِينَ} (108)

وقوله : { وَنزعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } أي : نزع يده : أخرجها من درعه بعد ما أدخلها فيه فخرجت بيضاء تتلألأ من غير بَرَص ولا مرض ، كما قال تعالى : { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } [ النمل : 12 ]{[12000]}

وقال ابن عباس في حديث الفتون : [ أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء ]{[12001]} { مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } يعني : من غير برص ، ثم أعادها إلى كمه ، فعادت إلى لونها الأول . وكذا قال مجاهد وغير واحد .


[12000]:بعدها في د، ك، م، أ: "آية أخرى".
[12001]:زيادة من أ.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِيَ بَيۡضَآءُ لِلنَّـٰظِرِينَ} (108)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

فقال فرعون: فهل من آية غيرها؟ قال: نعم، فأخرج يده، وقال لفرعون: ما هذه؟ قال: هذه يدك، فأدخل موسى يده في جيبه... ثم أخرجها. فذلك قوله: {ونزع يده}، يعني أخرج يده من جيبه، {فإذا هي بيضاء للناظرين}، لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر من شدة بياضها.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول: وأخرج يده فإذا هي بيضاء تلوح لمن نظر إليها من الناس، وكان موسى فيما ذكر لنا آدم، فجعل الله تحوّل يده بيضاء... له آية وعلى صدق قوله إنّي رَسُولٌ مِنْ رَبّ العالَمِينَ حُجّة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين} ذكر: نزع يده، ولم يذكر ممّاذا؟ فهو ما ذكر في آية أخرى {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} [النمل: 12] أي من غير أذى ولا آفة. وقال أهل التأويل: من غير برص. ولكن عندنا {من غير سوء} من غير أن تستقبح، أو تستقذر؛ لأن خروج الشيء عن خلقته وجوهره مما يستقذر. فأخبر أنها لم تكن كذلك. فإن قيل لنا: ما الحكمة في إدخال يده جيبه على ما هي عليها وإخراجه إياها بيضاء من غير أن كانت كذلك قبل أن يدخلها؟ وكذلك ما الحكمة في صيرورة العصا حية بعد ما طرحها على الأرض دون أن تصير حية، وهي في يده؟ قيل: ذلك، والله أعلم، إنه إنما أراهم آية بعد ما أخرج العصا عن سلطانه وتدبيره ليعلم أنها إنما صارت لا بتدبيره وتغييره، ولكن بالله عز وجل، وكذلك اليد صيّرها آية بعد ما غيّبها عن بصره، وتدبيره ليعلم أنها صارت كذلك لا بِه، ولكن بالله عز وجل الآية هي التي تخرج عن وسع الخلق وتدبيرهم...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

فلما رأى انقلابَ وصفٍ في يده عَلمَ أنه ليس بشيء من أمره بيده.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

المعنى: فإذا هي بيضاء للنظارة ولا تكون بيضاء للنظارة إلاّ إذا كان بياضا عجيباً خارجاً عن العادة، يجتمع الناس للنظر إليه كما تجتمع النظارة للعجائب...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أنه لما كان البياض كالعيب بين الله تعالى في غير هذه الآية أنه كان من غير سوء.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ما أعجب أمر هذين الخارقين العظيمين: أحدهما في نفسه وذلك اليد البيضاء، والآخر في غير نفسه وهى العصا التي يمسكها بيده، وجمع بذينك تبديل الذوات من الخشبية إلى الحيوانية، وتبديل الأعراض من السمرة إلى البياض الساطع، فكانا دالين على جواز الأمرين.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

نزع: أزال اتصال شيء عن شيء، ومنه نزع ثوبه، والمعنى هنا أنه أخرج يده من جيب قميصه بعد أن أدخلها في جيبه كما في سورة النمل وسورة القصص فلما أخرجها صارت بيضاء، أي بياضاً من النور.

وقد دل على هذا البياض قوله: {للناظرين}، أي بياضاً يراه الناظرون رؤية تعجب من بياضها. فالمقصود من ذكر قوله: {للناظرين} تتميم معنى البياض.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وهكذا أراد موسى بإظهار هذه المعجزة أن يوضح هذه الحقيقة، وهي أن برامجه ليس لها جانب الترهيب والتهديد، بل الترهيب والتهديد للمخالفين والمعارضين، والتشويق والإصلاح والبناء والنورانية للمؤمنين.