تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِيَ بَيۡضَآءُ لِلنَّـٰظِرِينَ} (108)

الآية 108 وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } ذكر : نزع يده ، ولم يذكر ممّاذا ؟ فهو ما ذكر في آية أخرى { وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء } [ النمل : 12 ] أي من غير أذى ولا آفة . وقال أهل التأويل : من غير برص .

ولكن عندنا { من غير سوء } من غير أن تستقبح ، أو تستقذر ؛ لأن خروج الشيء عن خلقته وجوهره مما يستقذر . فأخبر أنها لم تكن كذلك .

فإن قيل لنا : ما الحكمة في إدخال يده جيبه على ما هي عليها وإخراجه إياها بيضاء من غير أن كانت كذلك قبل أن يدخلها ؟ وكذلك [ ما الحكمة في ]{[8759]} صيرورة العصا حية بعد ما طرحها على الأرض دون أن تصير حية ، وهي في يده ؟

قيل : ذلك ، والله أعلم ، إنه إنما أراهم آية بعد ما أخرج العصا عن سلطانه وتدبيره ليعلم أنها إنما صارت لا بتدبيره وتغييره ، ولكن بالله عز وجل ، وكذلك اليد صيّرها آية بعد ما غيّبها عن بصره ، وتدبيره{[8760]} ليعلم أنها صارت كذلك لا به ، ولكن بالله عز وجل الآية هي التي تخرج عن وسع الخلق وتدبيرهم .


[8759]:ساقطة من الأصل وم.
[8760]:من م، في الأصل: وتدبير.