الآية 108 وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } ذكر : نزع يده ، ولم يذكر ممّاذا ؟ فهو ما ذكر في آية أخرى { وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء } [ النمل : 12 ] أي من غير أذى ولا آفة . وقال أهل التأويل : من غير برص .
ولكن عندنا { من غير سوء } من غير أن تستقبح ، أو تستقذر ؛ لأن خروج الشيء عن خلقته وجوهره مما يستقذر . فأخبر أنها لم تكن كذلك .
فإن قيل لنا : ما الحكمة في إدخال يده جيبه على ما هي عليها وإخراجه إياها بيضاء من غير أن كانت كذلك قبل أن يدخلها ؟ وكذلك [ ما الحكمة في ]{[8759]} صيرورة العصا حية بعد ما طرحها على الأرض دون أن تصير حية ، وهي في يده ؟
قيل : ذلك ، والله أعلم ، إنه إنما أراهم آية بعد ما أخرج العصا عن سلطانه وتدبيره ليعلم أنها إنما صارت لا بتدبيره وتغييره ، ولكن بالله عز وجل ، وكذلك اليد صيّرها آية بعد ما غيّبها عن بصره ، وتدبيره{[8760]} ليعلم أنها صارت كذلك لا به ، ولكن بالله عز وجل الآية هي التي تخرج عن وسع الخلق وتدبيرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.