المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

11- قل : يتوفاكم ملك الموت الموكل بقبض أرواحكم عند انتهاء آجالكم ، ثم إلى الله - وحده - تعودون .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

ثم قال : { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } ، الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص

معين من الملائكة ، كما هو المتبادر من حديث البراء المتقدم ذكره في سورة " إبراهيم " ، {[23064]} وقد سمي في بعض الآثار بعزرائيل ، وهو المشهور ، قاله قتادة وغير واحد ، وله أعوان . وهكذا {[23065]} ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد ، حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت .

قال مجاهد : حُويت له الأرض فجعلت له مثل الطست ، يتناول منها حيث يشاء . {[23066]} ورواه زهير بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه مرسلا . وقاله ابن عباس ، رضي الله عنهما .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري ، حدثنا{[23067]} عمرو بن شمر {[23068]} عن جعفر بن محمد قال : سمعت أبي يقول : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا ملك الموت ، ارفق بصاحبي فإنه مؤمن " . فقال مَلَك الموت : يا محمد ، طِبْ نفسًا وقَر عينًا فإني بكل مؤمن رفيق ، واعلم أن ما في الأرض بيت مَدَر ولا شَعَر ، في بر ولا {[23069]} بحر ، إلا وأنا أتصفحه في كل يوم خمس مرات ، حتى إني أعرفُ{[23070]} بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ، والله يا محمد ، لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قَدَرتُ على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها . {[23071]}

قال جعفر : بلغني أنه إنما يتصفحهم عند{[23072]} مواقيت الصلاة ، فإذا حضرهم عند الموت فإن كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك ، ودفع عنه الشيطان ، ولقنه المَلَك : " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " في تلك الحال العظيمة .

وقال عبد الرزاق : حدثنا محمد بن مسلم ، عن إبراهيم بن مَيْسَرة قال : سمعت مجاهدًا يقول {[23073]} ما على ظهر الأرض من بيت شعر أو مدر إلا وملك الموت يُطيف به كل يوم مرتين .

وقال كعب الأحبار : والله ما من بيت فيه أحد من أهل الدنيا إلا وملك الموت يقوم على بابه كل يوم سبع مرات . ينظر هل فيه أحد أمر أن{[23074]} يتوفاه . رواه ابن أبي حاتم .

وقوله : { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } أي : يوم معادكم وقيامكم من قبوركم لجزائكم .


[23064]:- عند الآية السابعة والعشرين، وقد جاء الحديث بتمامه في نسخة ت.
[23065]:- في ت: "كما".
[23066]:- في ت: شاء".
[23067]:- في ت: "وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن".
[23068]:- في ت، ف، أ، هـ، "عمر بن سمرة" والتصويب من البداية والنهاية والمعجم.
[23069]:- في ت: "أو".
[23070]:- في ف، أ: "لأعرف".
[23071]:- ورواه الطبراني في المعجم الكبير (4/220) والبزار في مسنده برقم (784) "كشف الأستار" من طريق إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر الجعفي، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن الحارث بن الخزرج عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه، فأسنده ولم يرسله، ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وقال: "عمرو بن شمر متروك الحديث".
[23072]:- في ف: "في".
[23073]:- في ت: "وقال مجاهد".
[23074]:- في ت، ف، أ: "وبه".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ يَتَوَفّاكُم مّلَكُ الْمَوْتِ الّذِي وُكّلَ بِكُمْ ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ } .

يقول تعالى ذكره : قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله : يتوفاكم ملك الموت ، يقول : يستوفي عددكم بقبض أرواحكم ملك الموت الذي وكل بقبض أرواحكم ومنه قول الراجز :

إنّ بَنِي الأَدْرَمِ لَيْسُوا مِنْ أحَدْ *** وَلا تَوَفّاهُمْ قُرَيْشٌ فِي العَدَدْ

ثُمّ إلى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ يقول : من بعد قبض ملك الموت أرواحكم إلى ربكم يوم القيامة تردّون أحياء كهيئتكم قبل وفاتكم ، فيجازى المحسن منكم بإحسانه ، والمُسيء بإساءته .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الّذِي وُكّلَ بِكُمْ قال : ملك الموت يتوفاكم ، ومعه أعوان من الملائكة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ قال : حُوِيَت له الأرض ، فجُعلت له مثل الطست يتناول منها حيث يشاء .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن مجاهد ، بنحوه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

{ قل يتوفاكم } يستوفي نفوسكم لا يترك منها شيئا ولا يبقى منكم أحدا ، والتفعل والاستفعال يلتقيان كثيرا كتقصيته واستقصيته وتعجلته واستعجلته . { ملك الموت الذي وكل بكم } بقبض أرواحكم وإحصاء آجالكم . { ثم إلى ربكم ترجعون } للحساب والجزاء .