بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

قوله عز وجل : { قُلْ يتوفاكم } يعني : يقبض أرواحكم { ملَكُ الموت } واسمه عزرائيل . وروي في الخبر " أن له وجوهاً أربعة . فوجه من نار يقبض به أرواح الكفار ، ووجه من ظلمة يقبض به أرواح المنافقين ، ووجه من رحمة يقبض به أرواح المؤمنين ، ووجه من نور يقبض به أرواح الأنبياء والصديقين عليهم السلام " والدنيا بين يديه كالكف ، وله أعوان من ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب . فإذا قبض روح المؤمن دفعها إلى ملائكة الرحمة ، وإذا قبض روح الكافر دفعها إلى ملائكة العذاب .

وروى جابر بن زيد " أن ملك الموت كان يقبض الأرواح بغير وجه ، فأقبل الناس يسبونه ويلعنونه . فشكى إلى ربه عز وجل ، فوضع الله عز وجل الأمراض والأوجاع . فقالوا : مات فلان بكذا وكذا " . { الذي وُكّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ } بعد الموت أحياءً فيجازيكم بأعمالكم .