التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

قوله تعالى { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون } قال الشيخ الشنقيطي : ظاهر هذه الآية الكريمة أن الذي يقبض أرواح الناس ملك واحد معين ، وقد بين تعالى في آيات أخر أن الناس تتوفاهم ملائكة لا ملك واحد كقوله تعالى { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } الآية ، وقوله تعالى { فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم } .

أخرجه الطبري بسنده الحسن عن قتادة { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } قال : ملك الموت يتوفاكم ومعه أعوان من الملائكة .

قال ابن كثير : قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري ، حدثنا عمر بن سمرة عن جعفر بن محمد قال : سمعت أبي يقول : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا ملك الموت ، ارفق بصاحبي فإنه مؤمن ) . فقال ملك الموت : يا محمد ، طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق ، واعلم أن ما في الأرض بيت مدر ولا شعر ، في بر ولا بحر ، إلا وأنا أتصفحه في كل يوم خمس مرات حتى إني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ، والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها . قال جعفر : بلغني أنه إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة ، فإذا حضرهم عند الموت فإن كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك ، ودفع عنه الشيطان ، ولقنه الملك " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " في تلك الحال العظيمة .