فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

{ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ } يقال : توفاه الله واستوفى روحه ، إذا قبضه إليه ، وملك الموت هو عزرائيل{[1374]} وقال ذلك هنا ، وقال في الأنعام : توفته رسلنا ، وفي الزمر : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، ولا منافاة لأن الله تعالى هو المتوفي حقيقة بخلق الموت ، وأمر الوسائط بنزع الروح ، وهم غير ملك الموت أعوان له ينزعونها من الأظافر إلى الحلقوم فصحت الإضافات كلها ، والتفعيل والاستفعال يلتقيان في مواضع مثل : تقضيته ، واستقضيته ، وتعجلته ، واستعجلته .

{ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } أي : بقبض أرواحكم عند حضور آجالكم ، قيل : إن ملك الموت يدعو الأرواح فتجيبه ، ثم يأمر أعوانه بقبضها والله تعالى هو الآمر بذلك ، وهذا وجه الجمع بين الآيات كما تقدم { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } أي : تصيرون إليه تعالى أحياء بالبعث والنشور ، لا إلى غيره فيجازيكم بأعمالكم ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .


[1374]:لم يثبت أن ملك الموت اسمه هكذا وملك الموت اسم جنس الملائكة التي تتولى قبض الأرواح بدليل قوله تعالى (توفته رسلنا وهم لا يفرطون) وفي حديث (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش) ولم يقل وعزرائيل، في خبر معتبر والله أعلم المطيعي.