اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (11)

ثم بين لهم ما يكون ( من الموت{[15]} إلى العذاب ) فقال : { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ } يقبض أرواحكم { مَلَكُ الموت الذي وُكِّلَ بِكُمْ } أي وكل بقبض أرواحكم وهو عزرائيلُ ، ( والتَّوَفِّي ){[42799]} استيفاء العدد معناه أنه يقبض أرواحهم حتى لا يبقى أحد من العدد الذي كُتِبَ عليه الموت{[42800]} .

فصل :

روي أن ملك الموت جعلت له الدنيا مثل راحة اليد يأخذ منها صاحبها ، ما أحب من غير مشقة فهو يقبض أنفُسَ الخَلْقِ من مشارق الأرض ومغاربها{[42801]} ، وله أعوان من ملائكة الرحمة وأعوان من ملائكة العذاب ، وقال ابن عباس : خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب ، وقال مجاهد : جعلت الأرض مثل طِسْتٍ{[42802]} يتناول منها حيث شاء .

قوله : { ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } أي تصيرون إليه أحياء فيجزيكم بأعمالكم ، وقرأ العامة : تُرْجَعُونَ ببنائه للمفعول ، وزيد بن علي{[42803]} : ببنائه للفاعل .


[15]:ينظر: الكتاب 4/ 166.
[42799]:ساقط من "ب".
[42800]:انظر تفسير الفخر الرازي 25/176.
[42801]:انظر: القرطبي 14/93 وفي "ب" إلى مغاربها.
[42802]:المرجع السابق.
[42803]:ذكرها أبو حيان في بحره 7/200 والإتحاف 351.