{ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ } أي : سعوا في الصد عن سبيل الله وتكذيب رسله ، { أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ } أي : لينعم السعداء من المؤمنين ، ويعذب الأشقياء من الكافرين ، كما قال : { لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ } [ الحشر : 20 ] ، وقال تعالى : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ ص : 28 ] .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَالّذِينَ سَعَوْا فِيَ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلََئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ أَلِيمٌ } .
يقول تعالى ذكره : أثبت ذلك في الكتاب ، ليجزي المؤمنين ما وصف ، وليجزي الذين سعوا في آياتنا معاجزين يقول : وكي يثيب الذين عملوا في إبطال أدلتنا وحججنا معاونين ، يحسبون أنهم يسبقوننا بأنفسهم فلا نقدر عليهم أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ يقول : هؤلاء لهم عذاب من شديد العذاب الأليم ويعني بالأليم : الموجع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَسَعَوْا في آياتِنا مُعَاجِزِينَ : أي لا يعجزون أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ ألِيمٌ قال : الرجز : سوء العذاب ، الأليم : الموجع .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : وَالّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ قال : جاهدين ليهبطوها أو يبطلوها ، قال : وهم المشركون ، وقرأ : لا تَسْمَعُوا لِهَذا القُرآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلّكُمْ تَغْلِبُونَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.