قال اللّه تعالى مبينا حال أهل العجل الذين عبدوه : إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ أي : إلها سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كما أغضبوا ربهم واستهانوا بأمره .
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ فكل مفتر على اللّه ، كاذب على شرعه ، متقول عليه ما لم يقل ، فإن له نصيبا من الغضب من اللّه ، والذل في الحياة الدنيا ، وقد نالهم غضب اللّه ، حيث أمرهم أن يقتلوا أنفسهم ، وأنه لا يرضى اللّه عنهم إلا بذلك ، فقتل بعضهم بعضا ، وانجلت المعركة عن كثير من القتلى{[329]} .
أما الغضب الذي نال بني إسرائيل في عبادة العجل ، فهو أن الله تعالى لم يقبل لهم توبة ، حتى قَتَل بعضهم بعضًا ، كما تقدم في سورة البقرة : { فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [ البقرة : 54 ]
وأما الذلة فأعقبهم ذلك ذلا وصغارًا{[12147]} في الحياة الدنيا ، وقوله : { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ } نائلة لكل من افترى بدعة ، فإن ذُلَّ البدعة ومخالفة الرسالة{[12148]} متصلة من قلبه على كتفيه ، كما قال الحسن البصري : إن ذل البدعة على أكتافهم ، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات ، وطقطقت بهم البراذين .
وهكذا روى أيوب السَّخْتَيَاني ، عن أبي قِلابة الجَرْمي ، أنه قرأ هذه الآية : { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ } قال : هي والله لكل مفتر إلى يوم القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.