غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ سَيَنَالُهُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَذِلَّةٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُفۡتَرِينَ} (152)

142

ثم أخبر عن مجازاة القوم فقال { إن الذين اتخذوا العجل } إلهاً { سينالهم غضب من ربهم وذلة } كلاهما في الحياة الدنيا . فالغضب ما أمروا به من قتل أنفسهم والذلة خروجهم من ديارهم وذل الغربة لا يخفى . واعترض بأن قوله { سينالهم } للاستقبال وفي وقت نزول الآية كان القتل واقعاً . وأجيب بأن هذا الكلام حكاية عما أخبر الله تعالى موسى به في الميقات من افتتان قومه وكان سابقاً على وقوعهم في الغضب والذلة . قلت : ويجوز أن يكون الآيتان من تتمة قول موسى إلا أن قوله { وكذلك نجزي المفترين } ينبو عن ذلك إلا أن يحمل على الاعتراض . ولما في هذا التفسير من التكلف ذهب به بعض المفسرين إلى أن المضاف في الآية محذوف والتقدير : إن الذين اتخذ آباؤهم العجل يعني الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سينالهم غضب من ربهم في الآخرة وذلة في الحياة الدنيا بضرب الجزية ، أو غضب وذلة كلاهما في الدنيا بالقتل والجلاء كما نال بني قريظة والنضير ، أو التقدير : إن الذين اتخذا العجل سينال أولادهم { وكذلك نجزي المفترين } أي كل مفتر في دين الله فجزاؤه الغضب والذلة .

/خ154