* وقوله : وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وذلك أن جعل لكم من جلودها بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ، ويوم إقامتكم ، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين .
وقوله : وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةَ في صُدُورِكُمْ يقول : ولتبلغوا بالحمولة على بعضها ، وذلك الإبل حاجة في صدروكم لم تكونوا بالغيها لولا هي ، إلا بشقّ أنفسكم ، كما قال جلّ ثناؤه : وَتحْمِلُ أثْقالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إلاّ بِشِقّ الأنْفُسِ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً في صُدُورِكُمْ يعني الإبل تحمل أثقالكم إلى بلد .
حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةَ في صُدُورِكُمْ لحاجتكم ما كانت .
وقوله : وَعَلَيْها يعني : وعلى هذه الإبل ، وما جانسها من الأنعام المركوبة وَعَلى الفُلْكِ يعني : وعلى السفن تُحْمَلُونَ يقول نحملكم على هذه في البرّ ، وعلى هذه في البحر ويُرِيكُمْ آياتِهِ يقول : ويريكم حججه ، فأيّ آياتِ اللّهِ تُنْكَرونَ يقول : فأي حجج الله التي يريكم أيها الناس . في السماء والأرض تنكرون صحتها ، فتكذّبون من أجل فسادها بتوحيد الله ، وتدعون من دونه إلها .
{ ولكم فيها منافع } كالألبان والجلود والأوبار . { ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم } بالمسافرة عليها . { وعليها } في البر . { وعلى الفلك } في البحر { تحملون } وإنما قال { وعلى الفلك } ولم يقل في الفلك للمزاوجة ، وتغيير النظم في الأكل لأنه في حيز الضرورة . وقيل لأنه يقصد به التعيش وهو من الضروريات والتلذذ والركوب والمسافرة عليها قد تكون لأغراض دينية واجبة أو مندوبة ، أو للفرق بين العين والمنفعة .
ثم ذكر تعالى المنافع ذكراً مجملاً ، لأنها أكثر من أن تحصى .
وقوله تعالى : { ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم } يريد قطع المهامه{[10029]} الطويلة والمشاق البعيدة . و : { الفلك } السفن ، وهو هنا جمع . و : { تحملون } يريد : براً وبحراً . وكرر الحمل عليها ، وقد تقدم ذكر ركوبها لأن المعنى مختلف وفي الأمرين تغاير ، وذلك أن الركوب هو المتعارف فيما قرب واستعمل في القرى والمواطن نظير الأكل منها وسائر المنافع بها ، ثم خصص بعد ذلك السفر الأطوال وحوائج الصدور مع البعد والنوى ، وهذا هو الحمل الذي قرنه بشبيهه من أمر السفن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.