إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَلِتَبۡلُغُواْ عَلَيۡهَا حَاجَةٗ فِي صُدُورِكُمۡ وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ} (80)

{ وَلَكُمْ فيِهَا منافع } أُخرُ غيرُ الركوبِ والأكلِ كألبانِها وأوبارِها وجلودِها { وَلِتَبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } بحملِ أثقالِكم من بلدٍ إلى بلدٍ { وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفلك تُحْمَلُونَ } لعلَّ المرادَ به حملُ النساءِ والولدانِ عليها بالهودجِ ، وهو السرُّ في فصلِه عن الركوبِ . والجمعُ بينَها وبينَ الفلكِ في الحملِ لما بينَهمَا من المناسبةِ التامَّةِ حتى سُميتْ سفائنَ البرِّ وقيلَ : هي الأزواجُ الثمانيةُ فمعنى الركوبِ والأكلِ منها تعلقُهمَا بالكلِّ لكنْ لا على أنَّ كلاَّ منهُمَا تعلقُه بما تعلقَ به الآخرُ بل على أنَّ بعضَها يتعلقُ به كلاهُما كالإبلِ والبقرِ ، والمنافعُ تعمُّ الكلَّ ، وبلوغُ الحاجةِ عليها يعمُّ البقرَ