الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَلِتَبۡلُغُواْ عَلَيۡهَا حَاجَةٗ فِي صُدُورِكُمۡ وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ} (80)

وأما الأكل وإصابة المنافع : فمن جنس المباح الذي لا يتعلق به إرادته ، ومعنى قوله : { وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفلك تُحْمَلُونَ } وعلى الأنعام وحدها لا تحملون ، ولكن عليها وعلى الفلك في البر والبحر .

فإن قلت : هلا قيل : وفي الفلك ، كما قال : { قُلْنَا احمل فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ اثنين } ؟ [ هود : 40 ] قلت : معنى الإيعاء ومعنى الاستعلاء : كلاهما مستقيم ؛ لأنّ الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها ، فلما صحّ المعنيان صحت العبارتان . وأيضاً فليطابق قوله : ( وعليها ) ويزاوجه .