المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

51- والذين أجهدوا أنفسهم في محاربة القرآن مسابقين المؤمنين معارضين لهم ، شاقين زاعمين - خطأ - أنهم بذلك يبلغون ما يريدون ، أولئك يخلدون في عذاب الجحيم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

{ والذين كفروا } أي : جحدوا نعمة ربهم وكذبوا رسله وآياته فأولئك أصحاب الجحيم أي : الملازمون لها ، المصاحبون لها في كل أوقاتهم ، فلا يخفف عنهم من عذابها ولا يفتر عنهم لحظة من عقابها .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

وقوله : وَالّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ يقول : والذين عملوا في حججنا فصدّوا عن اتباع رسولنا والإقرار بكتابنا الذي أنزلناه . وقال في آياتَنِا فأدخلت فيه «في » كما يقال : سعى فلان في أمر فلان .

واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : مُعاجِزِينَ فقال بعضهم : معناه : مُشَاقّين . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا القاسم ، قال : حدثنا حجاج ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، أنه قرأها : مُعاجِزِينَ في كلّ القرآن ، يعني بألف ، وقال : مشاقّين .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : أنهم ظنوا أنهم يعجزون الله فلا يقدر عليهم . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : في آياتِنا مُعاجِزينَ قال : كذّبوا بآيات الله فظنوا أنهم يُعْجزون الله ، ولن يعجزوه .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، مثله .

وهذان الوجهان من التأويل في ذلك على قراءة من قرأه : فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ بالألف ، وهي قراءة عامة قرّاء المدينة والكوفة . وأما بعض قرّاء أهل مكة والبصرة فإنه قرأه : «مُعَجّزِينَ » بتشديد الجيم ، بغير ألف ، بمعنى أنهم عجّزوا الناس وثَبّطوهم عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالقرآن . ذكر من قال ذلك كذلك من قراءته :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : مُعَجّزِينَ قال : مُبَطّئين ، يبطَئون الناس عن اتباع النبيّ صلى الله عليه وسلم .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جَرَيج ، عن مجاهد ، مثله .

والصواب من القول في ذلك أن يقال : إنهما قراءتان مشهورتان ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء ، متقاربتا المعنى وذلك أن من عجز عن آيات الله فقد عاجز الله ، ومن معاجزة الله التعجيز عن آيات الله والعمل بمعاصيه وخلاف أمره . وكان من صفة القوم الذين أنزل الله هذه الاَيات فيهم أنهم كانوا يبطئون الناس عن الإيمان بالله واتباع رسوله ويغالبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحسبون أنهم يُعْجزونه ويغلبونه ، وقد ضمن الله له نصره عليهم ، فكان ذلك معاجزتهم الله . فإذ كان ذلك كذلك ، فبأيّ القراءتين قرأ القارىء فمصيب الصواب في ذلك .

وأما المعاجزة فإنها المفاعلة من العجز ، ومعناه : مغالبة اثنين أحدهما صاحبه أيهما يعجزه فيغلبه الاَخر ويقهره .

وأما التعجيز : فإنه التضعيف وهو التفعيل من العجز . وقوله : أُولَئِكَ أصْحابُ الجَحِيمِ يقول : هؤلاء الذين هذه صفتهم هم سكان جهنم يوم القيامة وأهلها الذين هم أهلها .