الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

والمعنى : سعوا في معناها بالفساد من الطعن فيها ، حيث سموها : سحراً وشعراً وأساطير ، ومن تثبيط الناس عنها سابقين أو مسابقين في زعمهم ، وتقديرهم طامعين أن كيدهم للإسلام يتمّ لهم .

فإن قلت : كأن القياس أن يقال : إنما أنا لكن بشير ونذير ، لذكر الفريقين بعده . قلت : الحديث مسوق إلى المشركين . و { ياأيها الناس } : نداء لهم ، وهم الذين قيل فيهم : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأرض } [ يوسف : 109 ] ، [ الحج : 46 ] ، [ غافر : 82 ] ، [ محمد : 10 ] ووصفوا بالاستعجال . وإنما أفحم المؤمنون وثوابهم ليغاظوا .