الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

ثم وصف من لم يقبل إنذاره{[47091]} وتمادى على كفره{[47092]} فقال : { والذين سعوا في آيات معاجزين } أي : عملوا في الصد عن أتباع النبي عليه السلام ، وترك الإقرار بما جاء به ورد آيات الله ، والتكذيب بهما .

ومعنى : { معاجزين } : معاندين ، قاله : الفراء{[47093]} .

وقال ابن عباس{[47094]} : معاجزين : مشاقين{[47095]} .

وقال قتادة{[47096]} : سابقين{[47097]} ، قال : ظنوا أنهم يعجزون الله ولن يعجزوه .

وقيل : معناه{[47098]} معاندين للنبي صلى الله عليه وسلم مغالبين له ، يفعلون من ذلك ما يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم يعجز عن رده وإنكاره .

ومن قرأه{[47099]} مُعْجِِزينَ بغير ألف مشددا ، فمعناه مثبطين مبطئين . تأويله يتبطون الناس ويبطئونهم عن اتباع النبي عليه السلام{[47100]} .


[47091]:ز: إنذارهم. (تحريف).
[47092]:ز: كفرهم.
[47093]:انظر: معاني الفراء 2/229.
[47094]:انظر: جامع البيان 17/185 والقرطبي 12/78 والدر المنثور 4/366.
[47095]:ز: مشتاقين. (تصحيف).
[47096]:انظر: جامع البيان 17/185 وتفسير القرطبي 12/79.
[47097]:ز: مسابقين.
[47098]:معناه: سقطت من ز.
[47099]:وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. انظر: كتاب السبعة: 439 والحجة. لابن خالويه: 245 والكشف 2/122.
[47100]:وهو قول: عروة بن الزبير ومجاهد في الدر المنثور 4/366.