تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

{ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى } أي : تلا ، في تفسير قتادة . قال قتادة : بينا رسول الله يصلي عند المقام إذ نعس ، فألقى الشيطان على لسانه كلمة ، فتكلم بها فتعلقها المشركون عليه ، فإنه قرأ { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } فألقى الشيطان على لسانه ونعس : ( فإن شفاعتها هي المرتقى وإنها لمن الغرانيق العلى ) فحفظها المشركون ، وأخبرهم الشيطان أن نبي الله قد قرأها فزلت ألسنتهم بها ، وأنزل الله : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى } الآية{[839]} .

قال محمد : قيل إن ( تمنى ) بمعنى تلا وأنشد بعضهم{[840]} :

تمنى كتاب الله آخر ليلة *** تمنى داود الزبور على رسل .


[839]:روى كثير من المفسرين هذه القصة وأنكرها العلماء والأثبات، وراوا أنه مما لا يصح، وقد جاءت من طرق ضعيفة أو مرسلة وليس فيها رواية صحيحة يستند عليها، وانظر: الطبري (17/134) والناسخ والمنسوخ للنحاس (190) وزاد المسير (5/441) وابن كثير (3/229) والقرطبي (12/81) والدر المصون (4/366).
[840]:ما بين [ ] سقط من الأصل.