النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

قوله تعالى : { وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيِاتِنَا } فيه وجهان :

أحدهما : أنه تكذيبهم بالقرآن ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : أنه عنادهم في الدين ، قاله الحسن .

{ مُعَجِزِينَ } قراءة ابن كثير وأبي عمرو ، وقرأ الباقون { مُعَاجِزِينَ } فمن قرأ معجزين ففي تأويله أربعة أوجه :

أحدها : مثبطين لمن أراد إتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو قول السدي .

الثاني : مثبطين في إتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو قول مجاهد .

والثالث : مكذبين ، حكاه ابن شجرة .

الرابع : مَعَجِزِينَ لمن آمن بإظهار تعجيزه في إيمانه{[2030]} .

ومن قرأ { مُعَاجِزِينَ } ففي تأويله أربعة أوجه :

أحدها : مشاققين ، قاله ابن عباس .

والثاني : متسارعين ، حكاه ابن شجرة .

والثالث : معاندين ، قاله قطرب .

والرابع : مُعَاجِزِينَ يظنون أنهم يُعْجِزُونَ الله هرباً ، قاله السدي .


[2030]:حكاه ابن عيسى.