فلما تم له الكمال ، ومحامد الخصال قال : { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ْ } أي : من فضل ربي وكرمه ، حصلت لي السلامة يوم ولادتي ، ويوم موتي ، ويوم بعثي ، من الشر والشيطان والعقوبة ، وذلك يقتضي سلامته من الأهوال ، ودار الفجار ، وأنه من أهل دار السلام ، فهذه معجزة عظيمة ، وبرهان باهر ، على أنه رسول الله ، وعبد الله حقا .
{ والسلام } والأمان منه - تعالى - { عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ } مفارقا هذه الدنيا { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } للحساب والجزاء يوم القيامة .
فأنت ترى أن عيسى - عليه السلام - قد وصف نفسه بمجموعة من الصفات الفاضلة ، افتتحها بصفة العبودية لله رب العالمين ، لإرشاد الناس إلى تلك الحقيقة التى لا حق سواها . ولتحذير أعدائه من وصفه بأنه هو الله ، أو هو ابن الله ، أو هو مشارك له فى العبادة . . .
واختتمها برجاء الأمان له من الله - تعالى - فى كل أطوار حياته .
وقد تقدم ذكر تسليمه على نفسه وإذلاله في ذلك ، وذكر المواطن التي خصها لأنها أوقات حاجة الإنسان إلى رحمة الله . وقال مالك بن أنس رضي الله عنه في هذه الآية : ما أشدها على أهل القدر
أخبر عيسى بما قضي من أمره وبما هو كائن إلى أن يموت . وفي قصص هذه الآية عن ابن زيد وغيره أنهم لما سمعوا كلام عيسى أذعنوا وقالوا إن هذا الأمر عظيم . وروي أن عيسى عليه السلام إنما تكلم في طفولته بهذه الآية ثم عاد الى حالة الأطفال حتى مشى على عادة البشر . وقالت فرقة : إن عيسى كان أوتي الكتاب وهو في ذلك السن وكان يصوم ويصلي وهذا في غاية الضعف مصرح بجهالة قائلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.