البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا} (33)

والألف واللام في { والسلام } للجنس .

قال الزمخشري : هذا التعريف تعريض بلعنة متهمي مريم وأعدائهما من اليهود ، وحقيقته أن اللام للجنس فإذا قال : وجنس السلام علي خاصة فقد عرض بأن ضده عليكم ، ونظيره { والسلام على من اتبع الهدى } يعني إن العذاب على من كذب وتولى ، وكان المقام مقام مناكرة وعناد فهو مئنة لنحو هذا من التعريض .

وقيل : أل لتعريف المنكر في قصة يحيى في قوله { وسلام } نحو { كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً } فعصى فرعون الرسول أي وذلك السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إليّ .

وسبق القول في تخصيص هذه المواطن .

وقرأ زيد بن علي { يوم ولدت } أي يوم ولدتني جعله ماضياً لحقته تاء التأنيث ورجح وسلام عليّ والسلام لكونه من الله وهذا من قول عيسى عليه السلام .

وقيل : سلام عيسى أرجح لأنه تعالى أقامه في ذلك مقام نفسه فسلم نائباً عن الله .