نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا} (33)

ثم أخبر بما له من الله من الكرامة الدائمة مشيراً إلى أنه لا يضره عدو{[48124]} ، وإلى أنه عبد لا يصلح أن يكون إلهاً وإلى البعث فقال : { والسلام } أي جنسه { عليَّ } فلا يقدر أحد على ضرري { يوم ولدت } {[48125]}فلم يضرني الشيطان{[48126]} ومن يولد لا يكون إلهاً { ويوم أموت } كذلك أموت كامل البدن والدين ، لا يقدر أحد على انتقاصهما{[48127]} مني كائناً من كان { ويوم أبعث حياً * } يوم القيامة كما تقدم في{[48128]} يحيى عليه السلام ، إشارة إلى أنه في البشرية مثله سواء لم يفارقه أصلاً إلا في كونه من غير{[48129]} ذكر ، وإذا كان جنس السلام عليه كان اللعن على أعدائه ، فهو بشارة لمن صدقه فإنه منه ، ونذارة لمن كذبه ، {[48130]}ولم يكن لنبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثل هذه الخارقة لئلا يلتبس{[48131]} حاله بالكهان ، لأن قومه لا عهد لهم بالخوارق إلا عندهم ، وإذا تقرر ذلك في نفوسهم من{[48132]} الصغر صعب زواله ، ولم يكن هناك ما ينفيه حال الصغر ، فعوض عن ذلك إنطاق الرضعاء كمبارك اليمامة{[48133]} وغيره ، وإنطاق الحيوانات العجم ، بل والجمادات كالحجارة وذراع الشاة المسمومة والجذع اليابس{[48134]} وغيرها .


[48124]:زيد من مد.
[48125]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48126]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48127]:من ظ ومد وفي الأصل: انتفاعهما.
[48128]:زيد من ظ ومد.
[48129]:زيد من مد.
[48130]:العبارة من هنا إلى "اليابس وغيرها" ص 195 س 4 ساقطة من ظ.
[48131]:من مد، وفي الأصل: يلبس.
[48132]:من مد، وفي الأصل: في.
[48133]:قد مر عليه التعليق فيما مضى.
[48134]:زيد من مد.