الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا} (33)

{ والسلام عَلَىَّ } قيل : أدخل لام التعريف لتعرفه بالذكر قبله ، كقولك : جاءنا رجل ، فكان من فعل الرجل كذا ، والمعنى : ذلك السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إليّ . والصحيح أن يكون هذا التعريف تعريضاً باللعنة على متهمي مريم عليها السلام ، وأعدائها من اليهود . وتحقيقه أن اللام للجنس ، فإذا قال : وجنس السلام عليّ خاصة فقد عرض بأن ضدّه عليكم . ونظيره قوله تعالى : { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } [ طه : 47 ] يعني أنّ العذاب على من كذب وتولى ، وكان المقام مقام مناكرة وعناد ، فهو مئنة لنحو هذا من التعريض .