فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا} (33)

{ والسلام } قال المفسرون : هو هنا بمعنى السلامة أي الأمان من الله { عليّ } والألف واللام فيه للعهد لأنه قد تقدم لفظه في قوله وسلام عليه أي ذلك السلام الموجه إلى يحيى موجه إليّ .

وقال الزمخشري : والصحيح أن يكون هذا التعريف تعريضا باللعنة على متهمي مريم وأعدائها من اليهود وتحقيقه أن اللام للجنس ، أي جنس السلام عليّ خاصة ، فقد عرّض بأن ضده عليكم . ونظيره والسلام على من اتبع الهدى .

{ يوم ولدت } فلم يضرني الشيطان في ذلك الوقت بالطعن ولا أغواني { ويوم أموت } أي ولا عند الموت { ويوم أبعث حيا } أي ولا عند البعث وإنما خص هذه المواضع لكونها أخوف من غيرها . وهذا آخر كلامه فعلموا به براءة أمه ، ولم يتكلم بعد هذا الكلام ، حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان في العادة .