الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا} (33)

قوله تعالى ذكره : { والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت }{[44207]}[ 32 ] إلى قوله { صراط مستقيم }[ 35 ] .

معناه : أن عيسى عليه السلام سلم على نفسه في هذه الأوقات وهي أشد ما يمر على الإنسان في حياته وبعد موته . أي : الأمن علي من الشيطان{[44208]} أن يصيبني في حين ولادتي بسوء ، ويوم أموت من هول المطلع ، ويوم أبعث يوم القيامة من الفزع .

فأخبرهم أنه سيموت ، وأنه يبعث حيا .

ذكر عبيد بن عمير{[44209]} وغيره أن عيسى صلى الله عليه وسلم كان يأكل من الشجر ويلبس من{[44210]} الشعر ، ويأكل ما وجد ، ولا يسأل عما فقد ، ولا يخبئ طعام اليوم لغد ، وليس له ولد يموت ، ولا بيت يخرب ، يبيت حيث يدركه الليل{[44211]} .


[44207]:(يوم ولدت ويوم أموت) سقط من ز.
[44208]:ز: الشيطان الرجيم.
[44209]:هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي (ت 74 هـ). ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/50 وتهذيب التهذيب 7/71 وغاية النهاية 1/496.
[44210]:من سقط من ز.
[44211]:ذكره القرطبي في تفسيره 11/104، ولم ينسبه لأحد.