المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

3- إلا الذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات ، وأقاموا على الطاعات ، وأوصى بعضهم بعضا بالتمسك بالحق اعتقادا وقولاً وعملاً ، وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على المشاق التي تعترض مَن يعتصم بالدين ، فهؤلاء ناجون من الخسران . مُفلحون في الدنيا والآخرة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

{ إلاّ الّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ } يقول : إلاّ الذين صدّقوا الله ووحّدوه ، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة ، وعملوا الصالحات ، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه ، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه ، واستثنى الذين آمنوا عن الإنسان ؛ لأن الإنسان بمعنى الجمع ، لا بمعنى الواحد .

وقوله : { وَتَوَاصَوْا بالْحَقّ } يقول : وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنزل الله في كتابه ، من أمره ، واجتناب ما نهى عنه فيه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { وَتَوَاصَوْا بالْحَقّ } والحقّ : كتاب الله .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن { وَتَوَاصَوْا بالْحَقّ } قال : الحقّ كتاب الله .

حدثني عمران بن بكّار الكُلاعِيّ ، قال : حدثنا خطاب بن عثمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن سنان أبو رَوْح السّكونيّ ، حِمْصيّ لقيته بإرمينية ، قال : سمعت الحسن يقول في { وَتَوَاصَوْا بالْحَقّ } قال : الحقّ : كتاب الله .

وقوله : { وَتَوَاصَوْا بالصّبْرِ } يقول : وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { وَتَوَاصَوْا بالصّبْرِ } قال : الصبر : طاعة الله .

حدثني عمران بن بكار الكُلاعي ، قال : حدثنا خطاب بن عثمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح ، قال : سمعت الحسن يقول في قوله { وَتَوَاصَوْا بالصّبْرِ } قال : الصبر : طاعة الله .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن { وَتَوَاصَوْا بالصّبْرِ } قال : الصبر : طاعة الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

و { الإنسان } اسم الجنس ، و «الخسر » : النقصان وسوء الحال ، وذلك بين غاية البيان في الكافر ؛ لأنه خسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين .

وأما المؤمن وإن كان في خسر دنياه في هرمه وما يقاسيه من شقاء هذه الدار ، فذلك معفو عنه في جنب فلاحه في الآخرة وربحه الذي لا يفنى ، ومن كان في مدة عمره في التواصي بالحق والصبر والعمل بحسب الوصاة فلا خسر معه ، وقد جمع له الخير كله ، وقرأ علي بن أبي طالب : «والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان » ، وفي مصحف عبد الله : «والعصر لقد خلقنا الإنسان في خسر » ، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ «إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر إلا الذين » ، وقرأ عاصم والأعرج : «لفي خسُر » بضم السين ، وقرأ سلام أبو المنذر : «والعصِر » بكسر الصاد ، «وبالصبر » بكسر الباء ، وهذا لا يجوز إلا في الوقف على نقل الحركة ، وروي عن أبي عمرو : «بالصبِر » بكسر الباء إشماماً ، وهذا أيضاً لا يكون إلا في الوقف . نجز تفسير سورة { العصر } .