المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

51- والذين أجهدوا أنفسهم في محاربة القرآن مسابقين المؤمنين معارضين لهم ، شاقين زاعمين - خطأ - أنهم بذلك يبلغون ما يريدون ، أولئك يخلدون في عذاب الجحيم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

{ والذين سَعَوْاْ في آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ } أى : والذين بذلوا كل جهودهم فى إبطال آياتنا الدالة على وحدانيتا وقدرتنا وصدق رسلنا ، وأسرعوا فى تكذيبها وغالبوا المؤمنين وعارضوهم ليظهروهم بمظهر العاجز عن الدفاع عن دينهم وعن عقيدتهم .

{ أولئك } الموصوفون بهذا السعى الأثيم { أَصْحَابُ الجحيم } أى : الملازمون للنار المتأججة ملازمة المالك لما يملكه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

42

وأما الذين بذلوا غاية جهدهم في تعطيل آيات الله عن أن تبلغ القلوب ، وتتحقق في حياة الناس - وآيات الله هي دلائله على الحق وهي شريعته كذلك للخلق - فأما هؤلاء فقد جعلهم مالكين للجحيم - ويا لسوئها من ملكية - في مقابل ذلك الرزق الكريم !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

{ والذين سعوا في آياتنا } بالرد والإبطال . { معاجزين } مسابقين مشاقين للساعين فيها بالقبول والتحقيق ، عن عاجزه فأعجزه وعجزه إذا سابقه فسبقه لأن كلا من المتسابقين يطلب إعجاز الآخر عن اللحوق به ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو { معجزين } على أنه حال مقدرة . { أولئك أصحاب الجحيم } النار الموقدة ، وقيل اسم دركة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

وأن للكافرين المعاجزين عذاب { الجحيم } وهذا كله مما أمره أن يقوله ، أي هذا معنى رسالتي لا ما تتمنون أنتم ، وقوله { سعوا } معناه تحيلوا وكادوا من السعاية ، و «الآيات » : القرآن ، أو كادوه بالتكذيب وسائر أقوالهم ، وقرأت فرقة ، «معاجزين » ، ومعناه مغالبين كأنهم طلبوا عجز صاحب الآيات والآيات تقتضي تعجيزهم فصارت مفاعله .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (51)

الذين سعوا هم الفريق المقابل للذين آمنوا ، فمعناه : والذين استمروا على الكفر ، فعبر عن الاستمرار بالسعي في الآيات لأنه أخص من الكفر ، وذلك حال المشركين المتحدث عنهم .

والسّعي : المشي الشديد . ويطلق على شدّة الحرص في العمل تشبيهاً للعامل الحريص بالماشي الشديد المشي في كونه يكدّ للوصول إلى غاية كما قال تعالى : { ثم أدبر يسعى فحشر فنادى } [ النازعات : 2223 ] فليس المراد أن فرعون خرج يمشي وإنما المراد أنه صرف عنايته لإحضار السحرة لإحباط دعوة موسى . وقال تعالى : { ويسعون في الأرض فساداً } [ المائدة : 64 ] .

والكلام تمثيل ، شبهت هيئة تفننهم في التكذيب بالقرآن وتطلب المعاذير لنقض دلائله من قولهم : هو سحر ، هو شعر ، هو أساطير الأولين ، هو قول مجنون ، وتعرضهم بالمجادلات والمناقضات للنبيء صلى الله عليه وسلم بهيئة الساعي في طريق يسابق غيره ليفوز بالوصول .

والمُعاجز : المسابق الطالب عجز مُسايره عن الوصول إلى غايته وعن اللحاق به ، فصيغ له المفاعلة لأنّ كل واحد يطلب عجز الآخر عن لحاقه . والمعنى : أنهم بعملهم يغالبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يشعرون أنهم يحاولون أن يغلبوا الله وقد ظنوا أنهم نالوا مُرادهم في الدنيا ولم يعلموا ما لهم من سوء العاقبة .

وقرأ الجمهور { معاجزين } بألف بعد العين وقرأه ابن كثير ، وأبو عمرو { مُعَجّزين } بفتح العين وتضعيف الجيم ، أي محاولين إعجاز الله تعالى وهم لا يعلمون .

والتصدير باسم الإشارة في قوله { أولئك أصحاب الجحيم } للتنبيه على أن المخبَر عنهم جديرون بما سيرد بعد اسم الإشارة من الحُكم لأجل ما ذكر قبلَه من الأوصاف ، أي هم أصحاب الجحيم لأنّهم سعوا في آياتِنا معاجزين . ومن أحسن ما يفسر هذه الآية ما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن مثَلي ومثَل ما بعثني الله به كمثَل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيْني وأنا النذير العُريان فالنّجَاءَ النّجاءَ ، فأطاعته طائفة من قومه فأدْلَجُوا وانطلقوا على مهلهم ، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانَهم فصبّحهم الجيش فأهلكهمُ واجتاحهم . فذلك مَثَليَ ومثَلُ من أطاعني واتّبع ما جئتُ به ، ومثَل مَن عصاني وكذّب ما جئت به من الحقّ » .