المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

87- ولقد آتيناك - أيها النبي الأمين - سبع آيات من القرآن ، هي الفاتحة التي تكررها في كل صلاة ، وفيها الضراعة لنا ، وكمال طلب الهداية ، وأعطيناك القرآن العظيم كله ، وفيه الحجة والإعجاز ، فأنت بهذا القوى الذي يجدر منه الصفح .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

ثم أتبع - سبحانه - هذه التسلية والبشارة للرسول صلى الله عليه وسلم ، بمنة ونعمة أجل وأعظم من كل ما سواها ، ليزيده اطمئنانًا وثقة بوعد الله - تعالى - فقال : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المثاني والقرآن العظيم } .

والمراد بالسبع المثانى : صورة الفاتحة . وسميت بذلك ، لأنها سبع آيات ، ولأنها تثنى أى تكرر في كل ركعة من ركعات الصلاة .

قال صاحب الكشاف : " والمثانى من التثنية وهى التكرير للشئ ، لأن الفاتحة تكرر قراءتها في الصلاة . أو من الثناء ، لاشتمالها على ما هو ثناء على الله - تعالى - . . . " .

والمعنى : ولقد أعطيناك - أيها الرسول الكريم - سورة الفاتحة التي هي سبع آيات ، والتى تعاد قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة ، وأعطيناك - أيضًا - القرآن العظيم الذي يهدى للطريق التي هي أقوم .

وأوثر فعل { آتيناك } بمعنى أعطيناك على أوحينا إليك ، أو أنزلنا عليك ؛ لأن الإِعطاء أظهر في الإِكرام والإِنعام .

وقوله { والقرآن العظيم } معطوف على { سبعًا } من باب عطف الكل على الجزء ، اعتناء بهذا الجزء .

ووصف - سبحانه - القرآن بأنه عظيم ، تنويهًا بشأنه ، وإعلاء لقدره .

ومما يدل على أن المراد بالسبع المثانى سورة الفاتحة ما أخرجه البخارى بسنده عن أبى سعيد بن المعلى قال : " مر بى النبى صلى الله عليه وسلم وأنا أصلى ، فدعانى فلم آته حتى صليت ، ثم أتيته فقال : ما منعك أن تأتينى ؟ فقلت : كنت أصلى .

فقال : ألم يقل الله : { ياأيها الذين آمَنُواْ استجيبوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم } .

ثم قال : ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ؟ ثم ذهب النبى صلى الله عليه وسلم ليخرج ، فذكرته فقال : { الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين } هي السبع المثانى والقرآن العظيم الذي أوتيته " .

وروى البخارى - أيضًا - عن أبى هريرة قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : " أم القرآن هى : السبع المثانى والقرآن العظيم " .

هذا ، وهناك أقوال أخرى في المقصود بالسبع المثانى ، ذكرها بعض المفسرين فقال : اختلف العلماء في السبع المثانى : فقيل الفاتحة . قاله على بن أبى طالب ، وأبو هريرة ، والربيع بن أنس ، وأبو العالية ، والحسن وغيرهم . وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة من حديث أبى بن كعب وأبى سعيد بن المعلى . . .

وقال ابن عباس : هي السبع الطوال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال والتوبة معًا . . .

وأنكر قوم هذا وقالوا : أنزلت هذه الآية بمكة ، ولم ينزل من السبع الطوال شيء إذ ذاك .

وقيل : المثانى القرآن كله ، قال الله - تعالى - { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ } هذا قول الضحاك وطاووس ، وقاله ابن عباس . وقيل له : مثانى ، لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه . . .

وقيل : المراد بالسبع المثانى أقسام القرآن من الأمر والنهى والتبشير والإِنذار . .

ثم قال : والصحيح الأول لأنه نص . وقد قدمنا في الفاتحة أنه ليس في تسميتها بالمثانى ما يمنع من تسمية غيرها بذلك ، إلا أنه إذا ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم وثبت عنه نص في شيء لا يحتمل التأويل ، كان الوقوف عنده .

والذى نراه ، أن المقصود بالسبع المثانى هنا : سورة الفاتحة ، لثبوت النص الصحيح بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومتى ثبت النص الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم في شيء فلا كلام لأحد معه أو بعده صلى الله عليه وسلم

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

85

يتصل بهذا الحق الكبير تلك الرسالة التي جاء بها الرسول . وذلك القرآن الذي أوتيه :

( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) .

والمثاني الأرجح أن المقصود بها آيات سورة الفاتحة السبع - كما ورد في الأثر - فهي تثنى وتكرر في الصلاة ، أو يثنى فيها على الله .

و القرآن العظيم سائر القرآن .

والمهم أن وصل هذا النص بآيات خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق والساعة الآتية لا ريب فيها ، يشي بالاتصال بين هذا القرآن والحق الأصيل الذي يقوم به الوجود وتقوم عليه الساعة . فهذا القرآن من عناصر ذلك الحق ، وهو يكشف سنن الخالق ويوجه القلوب إليها ، ويكشف آياته في الأنفس والآفاق ويستجيش القلوب لإدراكها ، ويكشف أسباب الهدى والضلال ، ومصير الحق والباطل ، والخير والشر والصلاح والطلاح . فهو من مادة ذلك الحق ومن وسائل كشفه وتبيانه . وهو أصيل أصالة ذلك الحق الذي خلقت به السماوات والأرض . ثابت ثبوت نواميس الوجود ، مرتبط بتلك النواميس . وليس أمرا عارضا ولا ذاهبا . إنما يبقى مؤثرا في توجيه الحياة وتصريفها وتحويلها ، مهما يكذب المكذبون ، ويستهزيء المستهزئون ، ويحاول المبطلون ، الذين يعتمدون على الباطل ، وهو عنصر طاريء زائل في هذا الوجود .

ومن ثم فإن من أوتي هذه المثاني وهذا القرآن العظيم ، المستمد من الحق الأكبر ، المتصل بالحق الأكبر . . لا يمتد بصره ولا تتحرك نفسه لشيء زائل في هذه الأرض من أعراضها الزوائل . ولا يحفل مصير أهل الضلال ، ولا يهمه شأنهم في كثير ولا قليل . إنما يمضي في طريقه مع الحق الأصيل :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

يقول تعالى لنبيه : كما آتيناك القرآن العظيم ، فلا تنظرن إلى الدنيا وزينتها ، وما متعنا به أهلها من الزهرة الفانية لنفتنهم فيه ، فلا تغبطهم بما هم فيه ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات حزنا عليهم في تكذيبهم لك ، ومخالفتهم دينك . { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 215 ] أي : ألِن لهم جانبك{[16230]} كما قال تعالى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [ التوبة : 128 ]

وقد اختلف في السبع المثاني : ما هي ؟

فقال ابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والضحاك وغير واحد : هي السبع الطُّوَل . يعنون : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس ، نص عليه ابن عباس ، وسعيد بن جبير .

وقال سعيد : بيَّن{[16231]} فيهن الفرائض ، والحدود ، والقصص ، والأحكام .

وقال ابن عباس : بين{[16232]} الأمثال والخَبَر والعِبَر{[16233]}

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر قال : قال سفيان : { الْمَثَانِي } الْمُثَنَّى :{[16234]} البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال وبراءة{[16235]} سورة واحدة .

قال ابن عباس : ولم يُعْطهن أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأعطي موسى منهن اثنتين . رواه هُشَيْم ، عن الحجاج ، عن الوليد بن العيزار{[16236]} عن سعيد بن جبير عنه .

[ و ]{[16237]} قال الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطُّوَل ، وأوتي موسى ، عليه السلام ، ستًّا ، فلما ألقى الألواح ارتفع{[16238]} اثنتان وبقيت أربع .

وقال مجاهد : هي السبع الطُوَل . ويقال : هي القرآن العظيم .

وقال خَصِيف ، عن زياد بن أبي مريم في قوله تعالى : { سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي } قال : أعطيتك سبعة أجزاء : آمر ، وأنهى ، وأبشر{[16239]} وأنذر ، وأضرب الأمثال ، وأعدد النعم ، وأنبئك بنبأ{[16240]} القرآن . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .

والقول الثاني : أنها الفاتحة ، وهي سبع آيات . رُوي ذلك عن عمر وعلي ، وابن مسعود ، وابن عباس . قال ابن عباس : والبسملة هي{[16241]} الآية السابعة ، وقد خصكم الله بها . وبه قال إبراهيم النخعي ، وعبد الله بن عبيد بن عُمَيْر ، وابن أبي مليكة ، وشَهْر بن حَوْشَب ، والحسن البصري ، ومجاهد .

وقال قتادة : ذكر لنا أنهن فاتحة الكتاب ، وأنهن يثنين{[16242]} في كل قراءة . وفي رواية : في كل ركعة مكتوبة أو تطوع .

واختاره ابن جرير ، واحتج بالأحاديث الواردة في ذلك ، وقد قدمناها في فضائل سورة " الفاتحة " في أول التفسير ، ولله الحمد .

وقد أورد البخاري ، رحمه الله ، هاهنا حديثين :

أحدهما : قال : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غُنْدر ، حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد بن المعلى قال : مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي ، فدعاني فلم آته حتى صليت ، ثم أتيته فقال : " ما{[16243]} منعك أن تأتيني{[16244]} ؟ " . فقلت : كنت أصلي . فقال : " ألم يقل الله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ } [ الأنفال : 24 ] ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ؟ " فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج ، فذكرته{[16245]} فقال : " { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الفاتحة : 2 ] هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " {[16246]}

[ و ]{[16247]} الثاني : قال : حدثنا آدم ، حدثنا ابن أبي ذئب ، حدثنا المقبري ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أم القرآن هي : السبع المثاني والقرآن العظيم " {[16248]}

فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم ، ولكن لا ينافي{[16249]} وصف غيرها من السبع الطُّوَل بذلك ، لما فيها من هذه الصفة ، كما لا ينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضًا ، كما قال تعالى : { اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ } [ الزمر : 23 ] فهو مثاني من وجه ، ومتشابه من وجه ، وهو القرآن العظيم

أيضًا ، كما أنه ، عليه السلام{[16250]} لما سُئل عن المسجد الذي أسس على التقوى ، فأشار إلى مسجده ، والآية نزلت في مسجد قُباء ، فلا تنافي ، فإن{[16251]} ذكر الشيء لا ينفي{[16252]} ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة ، والله أعلم .


[16230]:في ت: "جنابك".
[16231]:في ت، أ: "ثنى".
[16232]:في ت، أ: "ثنى".
[16233]:في ت: "الخير والشر".
[16234]:في ت: "المبين".
[16235]:في ت: "وبراءة والأنفال".
[16236]:في ت: "العيزان".
[16237]:زيادة من ت، أ:
[16238]:في ت، أ: "رفعت".
[16239]:في أ: "وبشر".
[16240]:في أ: "نبأ".
[16241]:في أ: "على".
[16242]:في ت: "يتبين" وفي أ: "تثنى".
[16243]:في أ: "ماذا".
[16244]:في ت، أ: "تأتي".
[16245]:في ت، أ: "فذكرت".
[16246]:صحيح البخاري برقم (4703).
[16247]:زيادة من أ.
[16248]:صحيح البخاري برقم (4704).
[16249]:في ت: "لا تنافي".
[16250]:في أ: "صلى الله عليه وسلم".
[16251]:في ت: "لأن".
[16252]:في ت: "ينافي".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } .

اختلف أهل التأويل في معنى السبع الذي أتى الله نبيه صلى الله عليه وسلم من المثاني فقال بعضهم عني بالسبع : السبع السور من أوّل القرآن اللواتي يُعْرفن بالطول . وقائلو هذه المقالة مختلفون في المثاني ، فكان بعضهم يقول : المثاني هذه السبع ، وإنما سمين بذلك لأنهن ثُنّيَ فيهنّ الأمثالُ والخبرُ والعِبَر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن يونس ، عن ابن سيرين ، عن ابن مسعود في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : السبع الطّولَ .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن سعيد الجريريّ ، عن رجل ، عن ابن عمر قال : السبع الطّوَل .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمَان ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : السبع الطّوَل .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن الحجاج ، عن الوليد بن العيزار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : هنّ السبع الطّوَل ، ولم يُعطَهن أحد إلا النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وأُعطيَ موسى منهنّ اثنتين .

حدثنا ابن وكيع ، وابن حميد ، قالا : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن مسلم البَطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أوتي النبيّ صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطّوَل ، وأوتي موسى ستّا ، فلما ألقى الألواح رُفعت اثنتان وبقيت أربع .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عليّ بن عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، مثله .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف . قال إسرائيل : وذكر السابعة فنسيتها .

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : هي الطّوَل : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير في هذه الاَية : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآنَ العَظِيمَ قال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء والمائدة والأنعام ، والأعراف ، ويونس ، فيهنّ الفرائض والحدود .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، بنحوه .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن أبي خالد ، عن خوّات ، عن سعيد بن جبير ، قال : السبع الطّوَل .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال أبو بشر : أخبرنا عن سعيد بن جبير ، قال : هنّ السبع الطّوَل . قال : وقال مجاهد : هن السبع الطّول . قال : ويقال : هنّ القرآن العظيم .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا سعيد ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس ، تُثْنى فيها الأحكام والفرائض .

حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، قال : حدثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : هن السبع الطّوَل .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، يونس . قال : قلت : ما المثاني ؟ قال : يثنى فيهنّ القضاء والقَصص .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس .

حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : السبع الطّوَل .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا أبو خالد القرشي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، مثله .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا أبو خالد ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، مثله .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت ليثا ، عن مجاهد ، قال : هي السبع الطّوَل .

حدثنا الحسن بن محمد بن عبيد الله ، قال : حدثنا عبد الملك ، عن قيس ، عن مجاهد ، في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : هي السبع الطّوَل .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله تعالى : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآنَ العَظِيمَ قال : من القرآن السبع الطّوَل السبع الأُوَل .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن فضيل وابن نمير ، عن عبد الملك ، عن قيس ، عن مجاهد ، قال : هنّ السبع الطّوَل .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : السبع الطّوَل .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن نمير ، عن سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : هي الأمثال وَالخَبر والعِبَر .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل ، عن خوّات ، عن سعيد بن جبير ، قال : هي السبع الطّوَل ، أعطِيَ موسى ستّا ، وأُعطِيَ محمد صلى الله عليه وسلم سبعا .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : سَبْعا مِنَ المَثانِي يعني السبع الطّوَل .

وقال آخرون : عني بذلك : سبع آيات وقالوا : هن آيات فاتحة الكتاب ، لأنهنّ سبع إيات . وهم أيضا مختلفون في معنى المثاني ، فقال بعضهم : إنما سمين مثاني لأنهن يثنين في كلّ ركعة من الصلاة . ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : أخبرنا ابن علية ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، قال : قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر : طلبت إلى عمر حاجة في خلافته ، فقدمت ، المدينة ليلاً ، فمثلت بين أن أتخذ منزلاً وبين المسجد ، فاخترت المسجد منزلاً . فأرقت نشوا من آخر الليل ، فإذا إلى جنبي رجل يصلي يقرأ بأمّ الكتاب ثم يسبح قدر السورة ثم يركع ولا يقرأ ، فلم أعرفه حتى جَهَر ، فإذا هو عُمر ، فكانت في نفسي ، فغدوت عليه فقلت : يا أمير المؤمنين حاجة مع حاجة قال : هات حاجتك قلت إني قدِمت ليلاً فمثلت بين أن أتخذ منزلاً وبين المسجد ، فاخترت المسجد ، فأرقت نَشْوا من آخر الليل ، فإذا إلى جنبي رجل يقرأ بأمّ الكتاب ثم يسبح قدر السورة ثم يركع ولا يقرأ ، فلم أعرفه حتى جَهَر ، فإذا هو أنت ، وليس كذلك نفعل قِبَلَنا . قال : وكيف تفعلون ؟ قال : يقرأ أحدنا أمّ الكتاب ، ثم يفتتح السورة فيقرؤها . قال : ما لهم يعلَمُون ولا يعمَلُون ؟ ما لهم يعلَمُون لا يعمَلُون ؟ ما لهم يعلَمُون ولا يعمَلُون ؟ وما تبغي عن السبع المثاني وعن التسبيح صلاة الخلق .

حدثني طُلَيق بن محمد الواسطيّ ، قال : أخبرنا يزيد ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن جابر أو جويبر ، عن عُمَر بنحوه ، إلا أنه قال : فقال يقرأ القرآن ما تيسر أحيانا ، ويسبح أحيانا ، ما لهم رغبة عن فاتحة الكتاب ، وما يبتغي بعد المثاني وصلاة الخلق التسبيح .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، عن السديّ ، عن عبد خير ، عن عليّ ، قال : السبع المثاني : فاتحة الكتاب .

حدثنا نصر بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا حفص بن عمر ، عن الحسن بن صالح وسفيان ، عن السديّ ، عن عبد خير ، عن عليّ مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن السديّ ، عن عبد خير ، عن عليّ مثله .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي وحدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد جميعا ، عن سفيان ، عن السديّ ، عن عبد خير ، عن عليّ ، مثله .

حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، قال : حدثنا هشام ، عن ابن سيرين ، قال : سئل ابن مسعود عن سبع من المثاني ، قال : فاتحة الكتاب . قال : وقال ابن سيرين عن ابن مسعود : هي فاتحة الكتاب .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا يونس ، عن الحسن ، في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن يونس ، عن ابن سيرين ، عن ابن مسعود : سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب .

حدثني سعيد بن يحيى الأُمَويّ ، قال : ثني أبي ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرنا أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال في قول الله تعالى : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : هي فاتحة الكتاب . فقرأها عليّ ستّا ، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم الاَية السابعة . قال سعيد : وقرأها ابن عباس عليّ كما قرأها عليك ، ثم قال الاَية السابعة : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال ابن عباس : قد أخرجها الله لكم وما أخرجها لأحد قبلكم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن جريج ، أن أباه حدّثه ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس : فاستفتح ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ فاتحة الكتاب ، ثم قال : تدري ما هذا ؟ وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي يقول : السبع : الحمد لله رب العالمين ، والقرآن العظيم . ويقال : هنّ السبع الطول ، وهن المئون .

حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : فاتحة الكتاب .

حدثني عمران بن موسى القزاز ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا إسحاق ، بن سويد ، عن يحيى بن يعمر وعن أبي فاختة في هذه الاَية : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآن العَظِيمَ قالا : هي أمّ الكتاب .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا شعبة ، عن السدي عمن سمع عليّا يقول : الحمد لله ربّ العالمين ، هي السبع المثاني .

حدثنا أبو المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت العلاء بن عبد الرحمن ، يحدّث عن أبيه ، عن أبيّ بن كعب ، أنه قال : السبع المثاني : الحمد لله رب العالمين .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قول الله تعالى : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب سبع آيات . قلت للربيع : إنهم يقولون : السبع الطول . فقال : لقد أنزلت هذه وما أنزل من الطّول شيء .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن أبي جعفر الرازيّ ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : فاتحة الكتاب . قال : وإنما سميت المثاني لأنه يثنى بها كلما قرأ القرآن قرأها . فقيل لأبي العالية : إن الضحاك بن مزاحم يقول : هي السبع الطّوَل . فقال : لقد نزلت هذه السورة سبعا من المثاني وما أنزل شيء من الطّوَل .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : فاتحة الكتاب .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان وحدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي جميعا ، عن سفيان ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم ، قال : فاتحة الكتاب .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان وحدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي وحدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد جميعا ، عن هارون بن أبي إبراهيم البربري ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : السبع من المثاني : فاتحة الكتاب .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن ابن جريج ، عن أبي مليكة : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب . قال : وذكر فاتحة الكتاب لنبيكم صلى الله عليه وسلم لم تذكر لنبيّ قبله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن شهر بن حوشب ، في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب .

حدثني محمد بن أبي خداش ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا هارون البربري ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي في قول الله تعالى : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : هي الحمد لله ربّ العالمين .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سألت الحسن ، عن قوله تعالى : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآنَ العَظيمَ قال : هي فاتحة الكتاب . ثم سئل عنها وأنا أسمع ، فقرأها : الحمد لله ربّ العالمين ، حتى أتى على آخرها ، فقال : تثنى في كلّ قراءة .

حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : فاتحة الكتاب .

حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا شريك ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : فاتحة الكتاب .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآن العَظِيمَ ذكر لنا أنهنّ فاتحة الكتاب ، وأنهن يثنين في كلّ قراءة .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب تُثْنَى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا حماد بن زيد وحجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبي عن سعيد بن جبير ، أنه أخبره أنه سأل ابن عباس عن السبع المثاني ، فقال : أمّ القرآن . قال : سعيد : ثم قرأها ، وقرأ منها : بسم الله الرحمن الرحيم . قال : أبي : قرأها سعيد كما قرأها ابن عباس ، وقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم . قال سعيد : قلت لابن عباس : فما المثاني ؟ قال : هي أم القرآن ، استثناها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فرفعها في أمّ الكتاب ، فذخرها لهم حتى خرجها لهم ، ولم يعطها لأحد قبله . قال : قلت : لأبي : أخبرك سعيد أن ابن عباس قال له : «بسم الله الرحمن الرحيم » آية من القرآن ؟ قال : نعم . قال ابن جريج : قال عطاء : فاتحة الكتاب ، وهي سبع بسم الله الرحمن الرحيم ، والمثاني : القرآن .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، أنه قال : السبع المثاني : أمّ القرآن .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا عبد الله العتكي ، عن خالد الحنفي قاضي مرو في قوله : وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : فاتحة الكتاب .

وقال آخرون : عُني بالسبع المثاني معاني القرآن . ذكر من قال ذلك :

حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيد الشهيديّ ، قال : حدثنا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، عن زياد بن أبي مريم ، في قوله : سَبْعا مِنَ المَثانِي قال : أعطيتك سبعة أجزاء : مُرْ ، وانْهَ ، وبَشّرْ ، وانذِرْ ، واضرب الأمثال ، واعدُدِ النعم ، وآتيتك نبأ القرآن .

وقال آخرون من الذين قالوا عُنِي بالسبع المثاني فاتحة الكتاب : المثاني هو القرآن العظيم . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمران بن عيينة ، عن حصين ، عن أبي مالك ، قال : القرآن كله مثاني .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حصين ، عن أبي مالك ، قال : القرآن كُلّه مثاني .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا عبيد أبو زيد ، عن حصين ، عن أبي مالك ، قال : القرآن مثاني . وعدّ البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، وبراءة .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، وعن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : القرآن كله يُثْنَى .

حدثني محمد بن سعد ، قال : قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : المثاني : ما ثنى من القرآن ، ألم تسمع لقول الله تعالى ذكره : الله نَزّلَ أحْسَنَ الحَدِيثِ كِتابا مُتَشابِها مَثاني ؟ .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : المثاني : القرآن ، يذكر الله القصة الواحدة مرارا ، وهو قوله : نَزّلَ أحْسَنَ الحَدِيثِ كِتابا مُتَشابِها مَثانِيَ .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : عُني بالسبع المثاني السبع اللواتي هنّ آيات أم الكتاب ، لصحة الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي :

حدّثنيه يزيد بن مخلد بن خِدَاش الواسطي ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أمّ القُرآنِ السّبْعُ المَثانِي الّتِي أُعْطِيتُها » .

حدثني أحمد بن المقدام العجلي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا روح بن القاسم ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأُبيّ : «إنّي أُحِبّ أنْ أعُلّمَكَ سُورةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التّوْرَاةِ وَلا فِي الإنْجِيلِ وَلا فِي الزّبُورِ وَلا فِي الفُرْقانِ مِثْلُها » . قال : نعم يا رسول الله ، قال : «إنّى لاَءَرْجُو أنْ لا تخْرُج مِنْ هَذَا البابِ حتى تَعْلَمَها » . ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي يحدثني ، فجعلت أتباطأ مخافة أن يبلغ البابَ قبل أن ينقضي الحديث فلما دنوت قلت : يا رسول الله ما السورة التي وعدتني ؟ قال : «ما تَقرأُ في الصّلاةِ ؟ » فقرأت عليه أمّ القرآن ، فقال : «والّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما أُنْزِل في التّوْراةِ ولا في الإنْجِيلِ ولا في الزّبُورِ ولا في الفُرْقانِ مِثْلُها ، إنّها السّبْعُ مِن المَثاني والقُرآنِ العَظِيمِ الّذِي أُعْطِيتُهُ » .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا زيد بن حباب العكلي ، قال : حدثنا مالك بن أنيس ، قال : أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى لعروة ، عن أبي سعيد مولى عامر بن فلان ، أو ابن فلان ، عن أبيّ بن كعب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : «إذا افْتَتَحْت الصّلاةَ بِم تَفْتَتِحُ ؟ » قال : الحمد لله ربّ العالمين ، حتى ختمها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هِي السّبْعُ المَثاني والقُرآنُ العَظِيمُ الّذِي أُعْطِيتُ » .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن أبيّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أُعَلّمُك سُورةً ما أُنْزِل في التّوْراةِ ولا في الإنْجِيلِ وَلاَ في الزّبُورِ ولا في الفُرْقانِ مِثْلُها ؟ » قلت : بلى . قال : «إنّى لاَءَرْجُو أنْ لا تَخْرُجَ مِنْ ذَلِكَ البابِ حتى تَعْلَمُها » . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه ، فجعل يحدثني ويده في يدي ، فجعلت أتباطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها فلما قرب من الباب قلت : يا رسول الله السورة التي وعدتني قال : «كَيْفَ تَقْرأُ إذَا افْتَتَحْتَ الصّلاةَ ؟ » قال : فقرأ فاتحة الكتاب . قال : «هِيَ هِيَ ، وَهِيَ السّبْعُ المَثانِي الّتِي قالَ اللّهُ تَعالى : وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآنَ العَظِيمَ الّذِي أُوتِيتُ » .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا المحاربيّ ، عن إبراهيم بن الفضل المدنيّ ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الرّكْعَتانِ اللّتانِ لا يُقْرأُ فِيهِما كالخِدَاجِ لَمْ يَتِمّا » . قال رجل : أرأيت إن لم يكن معي إلاّ أمّ القرآن ؟ قال : «هي حسبك هِيَ أُمّ القُرآنِ ، هِيَ السّبْعُ المَثانِي » .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن نمير ، عن إبراهيم بن الفضل ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الرّكْعةُ الّتِي لا يُقْرأُ فِيها كالخِدَاجِ » قلت لأبي هريرة : فإن لم يكن معي إلاّ أمّ القرآن ؟ قال : هي حسبك ، هي أمّ الكتاب ، وأمّ القرآن ، والسبع المثاني .

حدثني أبو كريب ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، عن محمد بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، ما أنْزَلَ اللّهُ فِي التّوْرَاةِ وَلا فِي الإنْجِيلِ وَلا فِي الزّبُورِ وَلا فِي الفُرْقانِ مِثْلَها » يعني أمّ القرآن «وإنّها لَهِيَ السّبْعُ المَثانِي الّتِي آتانِي اللّهُ تَعالى » .

حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «هِيَ أُمّ القُرآنِ ، وهِي فاتحَةُ الكِتابِ ، وهِي السّبْعُ المَثاني » .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون وشبابة ، قالا : أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن المقبريّ ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في فاتحة الكتاب قال : «هِي فاتِحَةُ الكِتابِ وهِي السّبْعُ المَثاني والقُرآنُ العَظِيمُ » .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، قال : حدثنا العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبيّ بن كعب فقال : «أتُحِبّ أنْ أُعَلّمَكَ سُورةً لَمْ يَنْزِلْ في التّوْراةِ ولا في الإنْجِيلِ ولا في الزّبُورِ ولا في الفُرْقانِ مِثْلُها ؟ » قلت : نعم يا رسول الله ، قال : «فَكَيْف تَقْرأُ في الصّلاةِ ؟ » فقرأت عليه أمّ الكتاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما أُنْزِلَتْ سُورةٌ فِي التّوْرَاةِ وَلا فِي الإنْجِيلِ وَلا فِي الزّبُورِ وَلا فِي الفُرْقانِ مِثْلُها ، وإنّها السّبْعُ المَثانِي والقُرآنُ العَظِيمُ » .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا سعيد بن حبيب ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد بن المعلى ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم دعاه وهو يصلي ، فصلى ، ثم أتاه فقال : «ما مَنَعَكَ أنْ تُجِيبَنِي ؟ » قال : إني كنت أصلي ، قال : «ألَمْ يَقُلِ اللّهُ : يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وللرّسُولِ إذَا دَعاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ؟ » قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لاَعَلّمَنّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرآنِ » فكأنه بينها أو نسي . فقلت : يا رسول الله الذي قلت ؟ قال : «الحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ هِيَ السّبْعُ المَثانِي والقرآنُ العَظِيمُ الّذِي أُوتِيتُهُ » .

فإذ كان الصحيح من التأويل في ذلك ما قلنا للذي به استشهدنا ، فالواجب أن تكون المثاني مرادا بها القرآن كله ، فيكون معنى الكلام : ولقد آتيناك سبع آيات مما يَثْنيِ بعض آيه بعضا . وإذا كان ذلك كذلك كانت المثاني : جمع مَثْناة ، وتكون آي القرآن موصوفة بذلك ، لأن بعضها يَثْنِي بعضا وبعضها يتلو بعضا بفصول تفصل بينها ، فيعرف انقضاء الاَية وابتداء التي تليها كما وصفها به تعالى ذكره فقال : اللّهُ نَزّلَ أحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابا مُتَشابِها مَثانِيَ تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخْشَوْن رَبّهُمْ . وقد يجوز أن يكون معناها كما قال ابن عباس والضحاك ومن قال ذلك إن القرآن إنما قيل له مَثَانى لأن القصص والأخبار كرّرت فيه مرّة بعد أخرى . وقد ذكرنا قول الحسن البصريّ أنها إنما سميت مَثانى لأنها تُثْنَى في كلّ قراءة ، وقول ابن عباس إنها إنما سميت مثانى ، لأن الله تعالى ذكره استثناها لمحمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء غيره فادّخرها له .

وكان بعض أهل العربية يزعم أنها سمت مَثَانِيَ لأن فيها الرحمن الرحيم مرّتين ، وأنها تُثْنَى في كلّ سورة ، يعني : بسم الله الرحمن الرحيم .

وأما القول الذي اخترناه في تأويل ذلك ، فهو أحد أقوال ابن عباس ، وهو قول طاوس ومجاهد وأبي مالك ، وقد ذكرنا ذلك قبل .

وأما قوله : والقُرآنَ العَظِيمَ فإن القرآن معطوف على السبع ، بمعنى : ولقد آتيناك سبع آيات من القرآن وغير ذلك من سائر القرآن . كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : والقُرآنَ العَظِيمَ قال : سائره : يعني سائر القرآن مع السبع من المثاني .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : والقُرآنَ العَظِيمَ يعني : الكتاب كله .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

{ ولقد آتيناك سبعا } سبعة آيات وهي الفاتحة . وقيل سبع سور وهي الطوال وسابعتها " الأنفال " و " التوبة " فإنهما في حكم سورة ولذلك لم يفصل بينهما بالتسمية . وقيل " التوبة " وقيل " يونس " أو الحواميم السبع . وقيل سبع صحائف وهي الأسباع . { من المثاني } بيان للسبع والمثاني من التثنية ، أو الثناء فإن كل ذلك مثنى تكرر قراءته ، أو ألفاظه أو قصصه ومواعظة أو مثني عليه يالبلاغة والإعجاز ، أو مثن على الله بما هو أهله من صفاته العظمى وأسمائه الحسنى ، ويجوز أن يراد ب { المثاني } القرآن أو كتب الله كلها فتكون { من } للتبعيض . { والقرآن العظيم } إن أريد بالسبع الآيات أو السور فمن عطف الكل على البعض أو العام على الخاص ، وإن أريد به الأسباع فمن عطف أحد الوصفين على الآخر .