جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا } هي السبع الطوال{[2657]} من البقرة إلى الأعراف ثم يونس ، نص عليه ابن عباس وغيره رضي الله عنهم ، أو من البقرة إلى براءة على أن الأنفال وبراءة سورة واحدة ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أوتي النبي عليه الصلاة والسلام السبع الطوال ، وأعطي موسى ستا ، فلما ألقى الألواح رفعت اثنتان وبقي أربع ، أو المراد فاتحة الكتاب ، رو ي ذلك عن عمر وعلي رضي الله عنهما ، وفي البخاري قال صلى الله عليه وسلم : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم{[2658]} " ، { مِّنَ الْمَثَانِي } بيان للسبع لأن الفرائض والحدود والأمثال والخبر والعبر ثنيت في تلك السورة ؛ أو لأن الفاتحة ثني في كل صلاة فيقرأ في كل ركعة ، { وَالْقُرْآنَ{[2659]} الْعَظِيمَ{[2660]} } إن أريد به جميع القرآن ، فمن عطف الكل على البعض ، وإن أريد به الفاتحة كما دل عليه حديث البخاري ، فمن عطف أحد الموصوفين على الآخر ، وعن بعض السلف القرآن كله مثاني ؛ لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه ، فعلى هذا المراد بالسبع أسباع القرآن .


[2657]:جمع طويلة، روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن السبع المثاني السبع الطوال، وأنكر بعضهم هذا القول، لأن هذه السورة مكية، وأكثر الطوال مدنية، وأجيب بأن من الإتيان إنزالها إلى السماء الدنيا، و المكية والمدنية في ذلك سيان ضعف بأن إطلاق لفظ الإتيان على ما لم يصل بعد إليه خلاف الظاهر، لكنك خبير خصوصا في مقام الامتنان بأن تنزيل المتوقع منزلة الواقع له نظائر في القرآن العظيم، منها قوله ـ تعالى ـ: "كما أنزلنا على المقتسمين" (الحجر: 90)، على التفسير الأول المختار / 12 منه.
[2658]:أخرجه البخاري في "التفسير"، (4704).
[2659]:القرآن اسم يقع على الكل وعلى البعض / 12.
[2660]:لما بين الله لرسوله ما أنعم به عليه من هذه النعمة الدينية، نفره الله عن اللذات العاجلة الزائلة فقال: "لا تمدن عينيك" الآية / 12 فتح.