الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

ثم قال تعالى : { ولقد آتيناك سبعا من المثاني } [ 87 ] .

قيل : السبع المثاني السور الطوال وسميت مثاني لأنها تثنى فيها الأمثال والخير والعبر والحدود والفرائض ، قاله : ابن عباس ومجاهد وابن عمر وابن جبير وابن سيرين . [ وهي{[38284]} ] البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس{[38285]} .

وقيل : السابعة الأنفال وبراءة{[38286]} .

وقال علي بن أبي طالب ، وابن مسعود رضي الله عنهما : السبع المثاني آيات الحمد ، لأنهن سبع آيات . وهو قول : أبي بن كعب{[38287]} .

وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : هي أم القرآن{[38288]} . وقاله : أبو هريرة وعلي وعمر وابن مسعود والحسن وقتادة{[38289]} . وسميت مثاني لأنها تثنى في كل ركعة أي : تعاد .

وقيل : المثاني القرآن غيرها . والمعنى سبع آيات من القرآن الذي هو مثاني . أي : تثنى فيه القصص والمواعظ والأخبار دل على ذلك قوله { متشابها مثاني{[38290]} } فالمعنى : ولقد أعطيناك يا محمد سبع آيات ، وهي الحمد ، من المثاني أي من القرآن{[38291]} .

وقيل : السبع المثاني ما في القرآن من الأمر والنهي والبشرى والإنذار وضرب الأمثال وإعداد النعم وآتيناك نبأ القرآن العظيم{[38292]} .

وعن ابن عباس أن سورة الحمد هي المثاني ، وإنما سميت مثاني لأن الله [ جل{[38293]} ] ذكره استثناها لمحمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء فادخرها{[38294]} له{[38295]} .

وعن{[38296]} ابن عباس : أخرجها لكم وما أخرجها لأحد كان قبلكم .

وقيل : " السبع المثاني " : الحمد " والقرآن العظيم " الحواميم{[38297]} .

وقال علي وأبو هريرة : والسبع المثاني ، فاتحة الكتاب ، قاله قتادة ومجاهد{[38298]} .

وقيل : المعنى وآتيناك سبع آيات وهي الحمد { من المثاني } من القرآن ، فمن للتبعيض{[38299]} .

و[ قوله{[38300]} ] { والقرآن العظيم } عني به الحمد على قول من رأى السبع المثاني [ السبع{[38301]} ] الطوال .

وقيل : [ هي{[38302]} ] القرآن كله{[38303]} .


[38284]:"ق": وهذا.
[38285]:انظر: هذا القول في تفسير مجاهد 418، وتفسير الثوري 161 وجامع البيان 14/51 و52 ومعاني الزجاج 3/186 وأحكام ابن العربي 3/1135 والمحرر 10/148 والتفسير الكبير 19/213 والجامع 10/36.
[38286]:انظر: هذا القول في معاني الزجاج 3/186.
[38287]:وهو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد من بني النجار، من الخزرج، أبو المنذر صحابي أنصاري، كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود، ولما أسلم كان من كتاب الوحي، شهد بدرا واحدا والمشاهد كلها، اشترك في جمع القرآن على عهد عثمان رضي الله عنه، توفي سنة 21 هـ، انظر: ترجمته في طبقات ابن سعد 3/59 وحلية الأولياء 1/250، وصفة الصفوة 16/474 وغاية النهاية 1/31 والأعلام 1/86.
[38288]:أخرج البخاري في الصحيح كتاب التفسير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" رقم 4704، وأخرج نحوه الترمذي في السنن رقم 5130، والحاكم في المسند 2/354.
[38289]:وهذا قول أكثر المفسرين. انظر: تفسير الثوري 161 ومعاني الفراء 2/91 وجامع البيان 14/54 و 55 ومعاني الزجاج 3/185 وأحكام ابن العربي 3/1135 والمحرر 10/150 والتفسير الكبير 19/211 والجامع 10/36-37 وتفسير ابن كثير 3/864.
[38290]:الزمر: 23.
[38291]:انظر: هذا القول في التفسير الكبير 19/213.
[38292]:وهو قول زياد بن أبي مريم، انظر: جامع البيان 14/57 وأحكام ابن العربي 3/1135 والمحرر 10/150.
[38293]:ساقط من "ق".
[38294]:"ق": فاخرها.
[38295]:انظر: قوله في جامع البيان 14/60.
[38296]:"ط": قال.
[38297]:انظر: هذا القول في أحكام ابن العربي 3/1136.
[38298]:سبق قولهما فيما مضى.
[38299]:هو قول الزجاج انظر: معاني الزجاج 3/185. والتفسير الكبير 19/214.
[38300]:ساقط من "ق".
[38301]:انظر: المصدر السابق.
[38302]:"ق": هو.
[38303]:وهو قول أبي مالك وطاوس وابن عباس والضحاك وعطاء. انظر: جامع البيان 14/57 وأحكام ابن العربي 3/1136 والتفسير الكبير 19/213 والجامع 10/37.