غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (39)

36

{ يا صاحبي السجن } أراد يا صاحبي السجن كقوله " يا سارق الليلة " خصهما بهذا النداء لأنهما دخلا السجن معه أو أراد يا ساكني السجن كقوله : { أصحاب النار }

[ الأعراف : 44 ] فسبب التعيين أنهما استفتياه من بين الساكنين . ثم أنكر عليهم عبارة الأصنام فقال : { أأرباب متفرقون } في العدد وفي الحجمية وفيما يتبعها من اختلاف الأعراض والأبعاض { خير } إن فرض فيهم خير { أم الله الواحد القهار } لأن وحدة المعبود تستدعي توحيد المطلب وتفريد المقصد ، وكونه قهاراً غالباً غير مغلوب من وجه يوجب حصول كل ما يرجى منه من ثواب وصلاح إذا تعلقت إرادته بذلك فلا يصلح للمعبودية إلا هو ولا تصلح حقيقة الإلهية في غيره فلذلك قال : { ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها } .

/خ53