تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (39)

وقوله تعالى : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [ فيه وجهان :

أحدهما : لما سئل يوسف ][ في الأصل وم : يوسف لما سئل ] عن تأويل الرؤيا دعاهم إلى توحيد الله ، ودلهم عليه ، فقال : ( ذلكما مما علمني ربي ) وقال : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) أي عبادة رب واحد وإرضاؤه خير أم عبادة عدد وإرضاء نفر ؛ لأنه إذا عبد بعضا ، واجتهد في إرضائهم أسخط الباقين . فلا سبيل إلى الوصول إلى مقصوده والظفر بحاجته إذا[ في الأصل وم : إذ ] لم يقدر على إرضائهم جميعا ، وإن اجتهد ، وأما الواحد فإنه يقدر على إرضائه إذا[ في الأصل وم : إذ ] لا يزال في عبادته وإرضائه ، فيصل إلى حاجته والظفر بمقصوده .

والثاني : يخبر أن الواحد القهار يقهر غيره من الأرباب ومن تعبدون . فعبادة الواحد القهار خير من عبادة عدد مقهورين .