غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ بِٱلۡحَقِّ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ غُثَآءٗۚ فَبُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (41)

31

و{ الصيحة } صيحة جبريل كما سلف في الأعراف وفي " هود " ومعنى { بالحق } بالعدل كقولك " فلان يقضي بالحق " وعلى أصول الاعتزال بالوجوب لأنهم قد استوجبوا الهلاك . والغثاء حميل السيل مما بلي واسودَّ من الأوراق والعيدان وغيرها ، شبههم بذلك في دمارهم واحتقارهم أو في قلة الاعتناء بهم ، وفي ضمن ذلك تشبيه استيلاء العذاب عليهم باستيلاء السيل على الغثاء يقلبه كيف يشاء . ثم دعا عليه بالهلاك في الدارين بقوله { فبعداً للقوم الظالمين } كما مر في سورة هود . وفيه وضع الظاهر موضع المضمر تسجيلاً عليهم بالظلم وعرف الظالمين لكونهم مذكورين صريحاً بخلاف ما يجيء من قوله { فبعداً لقوم لا يؤمنون } لأنهم غير مذكورين إلا بطريق الإجمال وذلك قوله : { ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين } .

/خ56