غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَوۡمَ يَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَيَقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (55)

42

والظرف على هذين الوجهين منصوب بمضمر أي { يوم يغشاهم العذاب } كان كيت وكيت . وإنما خص الغشيان بالفوق والتحت دون باقي الجهات ، لأن نار جهنم بذلك تتميز عن نار الدنيا لأن نار الدنيا ، لا تنزل من فوق ولا تؤثر شعلتها من تحت بل تنطفئ الشعلة تحت القدم ، وإنما لم يقل " ومن تحتهم " كما قال { من فوقهم } لأن نزول النار من فوق عجيب سواء كان من سمت الرأس أو من موضع آخر . وأما الاشتعال من تحت فليس بعجيب إلا حيث يحاذي الرجل . ويجوز أن يكون زيادة الأرجل تصويراً لوقوفهم في النار أو لجثوهم فيها . وقوله { ذوقوا ما كنتم } أي جزاء ما كنتم تعملونه أمر إهانة .

/خ69