غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ} (70)

61

ثم وبخهم على قبائح أفعالهم بطريق الاستفهام فقال : { لم تكفرون بآيات الله } قيل : أي بالتوراة والإنجيل لما فيهما من البشارة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو أن إبراهيم كان حنيفاً مسلماً ، أو أن الدين عند الله الإسلام ، ومعنى الكفر بالتوراة والإنجيل إما الكفر بما يدلان عليه فيكون قد أطلق اسم الدليل على المدلول ، أو الكفر بنفس التوراة والإنجيل لأنهم كانوا يحرّفونهما وينكرون وجود تلك الآيات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . ومعنى { وأنتم تشهدون } أنهم عند حضور المسلمين وعند حضور عوامهم كانوا ينكرون اشتمال التوراة والإنجيل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض شهدوا بصحتها ، وعلى هذا فيكون في الآية إخبار عن الغيب فيكون معجزاً . وقيل : آيات الله في القرآن وشهادتهم أنهم يعرفون في قلوبهم أنه حق . وقيل : آيات الله جملة المعجزات التي ظهرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم . فمعنى تشهدون أنكم تعترفون بدلالة المعجزة على صدق المدعي .