غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (43)

وقوله { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم } قيل : أحياهم الله بأعيانهم وزاد مثلهم من أولاده . وقيل : من أولاد أولاده . وقيل : كانوا قد غابوا عنه وتفرقوا فجمع الله شملهم . وقيل : كانوا مرضى فشفاهم الله والأول اصح . وقوله { رحمة منا وذكرى } مفعول لهما فكانت الهبة رحمة له وتذكيراً لذوي العقول حتى لو ابتلوا بما ابتلي به صبروا كما صبر فيفوزوا كما فاز . وإنما لم يقل ههنا { رحمة من عندنا } [ الأنبياء : 84 ] مع أنه أبلغ اكتفاء بما مر في سورة الأنبياء وفي قوله { وذكرى لأولي الألباب } مع قوله في " الأنبياء " { وذكرى للعابدين } [ الآية : 84 ] إشارة إلى أن ذا اللب هو الذي يعبد الله .