غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡلَا نُزِّلَتۡ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ مُّحۡكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلۡقِتَالُ رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ نَظَرَ ٱلۡمَغۡشِيِّ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَأَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (20)

19

{ لولا نزلت } سورة في باب القتال { فإذا أنزلت سورة محكمة } مبينة غير متشابهة لا تحتمل النسخ { وذكر فيها القتال } عن قتادة : كل سورة ذكر فيها القتال فهي محكمة وهي أشدّها على المنافقين . قال أهل البرهان : نزل بالتشديد أبلغ من أنزل فخص بهم ليكون أدل على حرصهم فيكون أبلغ في أبلغ في باب التوبيخ . قوله { فأولى لهم } كلمة تحذير أي وليك شر فاحذره . هذه عبارة كثير من المفسرين . وقال المبرد : يقال للإنسان إذا كاد يعطب ثم يفلت : أولى لك . أي قاربت العطب ثم نجوت . وهو في الفرقان على معنى التحذير . وقال جار الله : هو وعيد معناه فويل لهم والمراد الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه . وقيل : أراد طاعة وقول معروف أولى من الجزع عند الجهاد فلا يكون للوعيد ، وعلى هذا فلا وقف على { لهم } كما أشير إليه في الوقوف . واعترض عليه بأن الأفصح أن يستعمل وقتئذ بالباء لا مع اللام كما قال { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض } [ الأنفال : 75 ] والأصح أنه فعل متعدٍ من الولي وهو القرب أي أولاه الله المكروه فاقتصر لكثرة الاستعمال . ويحتمل أن يكون " فعلى " من آل يؤل أي يؤل أمرك إلى شر فاحذره .

/خ38