غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

( سورة المعارج وهي مكية حروفها ثمانمائة وأحد وستون كلماتها مائتان وست عشرة آياتها أربع وأربعون ) .

1

التفسير : من قرأ { سأل } بالهمزة ففيه وجهان : الأول عن ابن عباس أن النضر بن الحرث قال { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة } [ الأنفال :32 ] الآية فأنزل الله تعالى { سأل سائل } أي دعا داع ولهذا عدي بالباء . يقال : دعاه بكذا إذا استدعاه وطلبه . وقال ابن الأنباري : الباء للتأكيد والتقدير : سأل سائل عذاباً لا دافع له البتة . إما في الآخرة وإما في الدنيا كيوم بدر . الثاني قال الحسن وقتادة : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجل بعذاب الكافرين ، أو سأل عن عذاب . والباء بمعنى " عن " . قال ابن الأنباري : أو عنى واهتم بعذاب أنه على من ينزل وبمن يقع ، فبين الله تعالى أن هذا واقع بهم فلا دافع له . والذي يدل على صحة هذا الوجه قوله في آخر الآية { فاصبر صبراً جميلاً } ومن قرأ بغير همز فله وجهان أيضاً : الأول أنه مخفف " سأل " وهي لغة قريش والمعاني كما مرت ، والآخر أن يكون من السيلان ويعضده قراءة ابن عباس " سال سيل " وهو مصدر في معنى سائل كالفوز بمعنى الفائز . والمعنى اندفع وأدى عذاب فذهب بهم وأهلكهم أما { سائل } فلا يجوز فيه إلا الهمز وفاقاً لأنه إن كان من سأل المهموز فظاهر ، وإن كان من غير المهموز انقلبت الياء همزة كما في بائع .

/خ44