غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

1

والعمل والنصب أي التعب . قيل : كلاهما في الآخرة وهو والأظهر لقوله { يومئذ } أي تعمل في النار عملاً تتعب فيه وهو جرها السلاسل والأغلال وخوضها في النار خوض الدابة في الوحل وتردّدها في صعود من نار وحدور منها . قال الحسن : كان يجب عليها أن تعمل لله في الدنيا خاشعة ناصبة فلام قصر في ذلك وقع في مثله بعد المفارقة إلى أن يشاء الله ليكون معارضاً بنقيض مقصوده . وقيل : كلاهما في الدنيا وهم أصحاب الصوامع خشعت وجوههم لله وعملت ونصبت في أعمالها من غير نفع لهم في الآخرة ، لأن أعمالهم مبنية على غير أساس من الدين الحنيفي . وقيل : عملت في الدنيا أعمال السوء فهي في نصب منها في الآخرة .

/خ26