مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ} (3)

{ الذين يُقِيمُونَ الصلاة } يديمون على فرائضها وسننها { وَيُؤْتُونَ الزكواة } يؤدون زكاة أموالهم { وَهُم بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ } من جملة صلة الموصول . ويحتمل أن تتم الصلة عنده وهو استئناف كأنه قيل : وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هم الموقنون بالآخرة ، ويدل عليه أنه عقد جملة اسمية وكرر فيها المبتدأ الذي هو { هم } حتى صار معناها وما يوقن بالآخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح لأن خوف العاقبة يحملهم على تحمل المشاق .