مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ} (1)

مقدمة السورة:

سورة النمل مكية وهي ثلاث وتسعون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ طس تِلْكَ ءايات القرءان وكتاب مُّبِينٍ } أي وآيات كتاب مبين و { تلك } إشارة إلى آيات السورة ، والكتاب المبين : اللوح ، وآياته أنه قد خط فيه كل ما هو كائن فهو يبين للناظرين فيه آياته ، أو القرآن وآياته إنه يبين ما أودع فيه من العلوم والحكم وعلى هذا عطفه على القرآن كعطف إحدى الصفتين على الأخرى نحو هذا فعل السخي والجود . ونكر الكتاب ليكون أفخم له . وقيل : إنما نكر الكتاب هنا وعرفه في «الحجر » وعرف القرآن هنا ونكره ثمّ ، لأن القرآن والكتاب اسمان علمان للمنزل على محمد عليه الصلاة والسلام ووصفان له لأنه يقرأ ويكتب ، فحيث جاء بلفظ التعريف فهو العلم ، وحيث جاء بلفظ التنكير فهو الوصف