فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ} (3)

ثم وصف المؤمنين الذي لهم الهدى والبشرى ، فقال : { الذين يُقِيمُونَ الصلاة وَيُؤْتُونَ الزكواة } ، والموصول في محل جرّ ، أو يكون بدلاً أو بياناً ، أو منصوباً على المدح ، أو مرفوعاً على تقدير مبتدأ . والمراد بالصلاة : الصلوات الخمس ، والمراد بالزكاة : الزكاة المفروضة ، وجملة : { وَهُم بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ } في محل نصب على الحال ، وكرّر الضمير للدلالة على الحصر : أي لا يوقن بالآخرة حقّ الإيقان إلاّ هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح ، وجعل الخبر مضارعاً للدلالة على التجدد في كلّ وقت ، وعدم الانقطاع .