محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (34)

ثم احتج أيضا على حقيّة التوحيد وبطلان الشرك بما هو من خصائصه تعالى ، من بدء الخلق وإعادته ، فقال سبحانه :

[ 34 ] { قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون 34 } .

{ قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده } أي من يبدؤه من النطفة ، ويجعل فيه الروح ليتعرف إليه ، ويستعمله أعمالا ، ثم يحييه يوم القيامة ، ليجزيه بما أسلف / في أيامه الخالية . وإنما نظمت الإعادة في سلك الاحتجاج ، مع عدم اعترافهم بها ، إيذانا بظهور برهانها ، للأدلة القائمة عليها سمعا وعقلا ، وإن إنكارها مكابرة وعنادا لا يلتفت إليه ، وإشعارا بتلازم البدء والإعادة وجودا وعدما ، يستلزم الاعتراف به الاعتراف بها . ثم أمر عليه الصلاة والسلام بأن يبين لهم من يفعل ذلك ، فقيل له : { قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون } أي فكيف تصرفون إلى عبادة الغير ، مع عجزه عما ذكر .

/خ36