محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ خَلَـٰٓئِفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ} (73)

[ 73 ] { فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين 73 } .

{ فكذبوه } يعني نوحا بما جاءهم ، عنادا بعد أن قامت عليهم الحجة ، فحقت عليهم كلمة العذاب ، وأرسل عليهم الطوفان ، { فنجّيناه } أي من الغرق { ومن معه في الفلك / وجعلناهم خلائف } أي خلفاء عن المغرقين وعمار الأرض { وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين } أي منتهى أمرهم . والمراد ب { المنذرين } المكذبين . والتعبير به إشارة إلى إصرارهم عليه ، حيث لم يفد الإنذار فيهم . وقد جرت السنة الربانية أن لا يهلك قوم بالاستئصال إلا بعد الإنذار ، لأن من أنذر فقد أعذر . وفي الأمر بالنظر تهويل لما جرى عليهم ، وتحذير لمن كذب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتسلية له .